أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن وبغداد “اقتربتا” من توافق على بدء عمل اللجنة العسكرية العليا تمهيداً لتحويل مهمة التحالف الدولي لدحر داعش والذي تقوده الولايات المتحدة إلى علاقات ثنائية. وأضاف المتحدث أن “HMC تعد نقطة لمناقشة انتقال التحالف الدولي لدحر داعش إلى علاقات أمنية ثنائية صامدة بين العراق والولايات المتحدة”. وكانت واشنطن وبغداد قد أعلنتا في أغسطس / آب من عام 2023 عن نيتهما تشكيل اللجنة العسكرية العليا.
كما تسلمت وزارة الخارجية العراقية رسالة مهمة من الحكومة الأمريكية نقلتها السفيرة الينا رومانسكي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء “سيدرس هذه الرسالة”، وفق ما أعلنه وزير الخارجية العراقي. وعقب ذلك، ترأس السوداني اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني بحضور وزير الخارجية، جرت خلاله مناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية في العراق. هذا وكانت هناك تقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة والعراق بصدد بدء محادثات بشأن إنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وكيفية استبداله بعلاقات ثنائية، وهي خطوة في عملية توقفت بسبب الحرب في قطاع غزة، حيث بدأ العراق في تصاعد الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة والقوات الأميركية.
ويشهد العراق تصاعدًا في الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة والقوات الأميركية منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تسعى الفصائل إلى الضغط على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل. وتعرضت القوات الأميركية في سوريا والعراق لنحو 150 هجومًا شنتها فصائل متحالفة مع إيران. وقال مسؤول أميركي إن اللجنة ستسمح بالتقييم المشترك لقدرة قوات الأمن العراقية على قتال تنظيم داعش “وتحديد طبيعة العلاقة الأمنية الثنائية”. وأمل مسؤولون عراقيون وأميركيون أن يسهم بدء المحادثات رسميا في تخفيف الضغط السياسي على حكومة السوداني وربما تقليل الهجمات على القوات الأميركية.
كانت من المفترض أن تنطلق المناقشات بشكل رسمي في العام الماضي، لكن الحرب في غزة أدت إلى تعثرها. لم تكن واشنطن ترغب في التفاوض على انسحاب محتمل بينما تتعرض لهجمات، إذ تخشى من أن يبدو أي تغيير في المهمة وكأنه يحدث تحت ضغط. وسط إدراك أن الهجمات لن تتوقف على الأرجح وأن الوضع الراهن يؤدي إلى تصعيد مطّرد. ويأمل مسؤولون أمريكيون وعراقيون في أن تخفيف الضغط وبدء المحادثات الرسمية قد يسهم في تقليل الهجمات وتحسين الوضع السياسي والأمني في العراق.