من المتوقع حدوث أزمة في مادة النفط الأبيض في إقليم كردستان بسبب قدوم فصل الشتاء، مما يزيد من سلسلة الأزمات التي يعاني منها الإقليم بعد أزمة الرواتب. واتهم عضو برلمان إقليم كردستان السابق حكومة الإقليم بالتقصير المتعمد تجاه مواطنيها. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية وتأخر الرواتب جعلت الحالة في الإقليم تتزايد سوءًا، ومع قدوم فصل الشتاء ستظهر أزمة جديدة وهي ارتفاع سعر النفط الأبيض وعدم توزيعه على المواطنين من قبل الحكومة.
ووزارة النفط الاتحادية تقوم بتوزيع النفط الأبيض على العائلات في الفصل الشتوي، ولكل عائلة يتم توزيع 100 لتر من النفط، وعدد العائلات في كردستان يبلغ حوالي 1.3 مليون عائلة، وهذا يعني أنه يتطلب 130 مليون لتر من النفط، وبينما ينتج الإقليم حوالي 45 مليون لتر فقط، مما يغطي 45% فقط من احتياجات سكان الإقليم. وحكومة الإقليم تبيع برميل النفط بسعر 100 ألف دينار على العائلات، وهذا يعني أن سعر اللتر الواحد يتجاوز 600 دينار، بينما تبيعه الحكومة الاتحادية في باقي المحافظات بسعر 100 دينار للتر الواحد.
هذه الأزمة تزيد من معاناة المواطنين في إقليم كردستان، حيث يعانون بالفعل من أزمات شديدة نتيجة للأزمة الاقتصادية وتأخر صرف الرواتب. ويتوقع أن يكون لهذه الأزمة وقع كبير على حياة المواطنين، حيث سترفع تكلفة المعيشة بشكل كبير وتزيد من الصعوبات التي يواجهها الأفراد في تأمين احتياجاتهم اليومية. وتثير هذه الأزمة تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع تلك الأزمات المتتالية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين بشكل مستدام.
بشكل عام، فإن إقليم كردستان يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، وتأخر صرف الرواتب وتراجع العملة المحلية وارتفاع معدلات البطالة، وهذا يؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين ويزيد من حدة الأزمات التي يعانون منها. وتواجه الحكومة التحديات الكبيرة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتلبية احتياجات المواطنين، وهذا يتطلب سياسات واضحة وجادة لتحقيق التنمية المستدامة وتنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة في الإقليم. إلا أنه يبدو أن التقصير المتعمد وعدم توفير الموارد اللازمة للمواطنين ينذر بحدوث أزمة جديدة في النفط الأبيض، والتي ستزيد من صعوبات المواطنين وتزيد من حدة الأزمات التي يعانون منها.
