في الاونة الاخيرة، اشتد الحديث حول عودة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الى المشهد السياسي من جديد، حيث بدأ في التواصل مع قواعده الشعبية من خلال حضور المآتم، تفقد عوائل الشهداء، وزيارة المرضى والاحتفال بالمناسبات الدينية. يشير المحلل السياسي عصام حسين الى أن هذا التحرك يهدف الى التواصل مع القواعد الشعبية التي تعاني من الغبن، ويقوم هذا النشاط بمجرد تفاعل اجتماعي وليس بمعنى العودة الفعلية للساحة السياسية. ورغم تكهنات بعض الأوساط بعودة سياسية للصدر، فإنه لم يصدر اي بيان يفيد بذلك، ما يرجح فرضية رغبته في التواصل مع الناس وعدم تقديم اي تصريحات رسمية بخصوص عودته السياسية.
في 28 آذار 2024، أصدر مقتدى الصدر 12 توجيها بشأن التواصل مع القواعد الشعبية، حيث اشتملت هذه التوجيهات على استعراض عدة ممارسات مثل زيادة المساجد أوقات الصلاة، وحضور المجالس الحسينية، بالإضافة الى تفقد العوائل الشهداء وعيادة المرضى. وأشار مقرب من الصدر الى أهمية مراعاة الحرص على الوضع الاقتصادي والسياسي من قبل القواعد الشعبية، ووجوب تجنب إحراج القائمين على التواصل معهم. كما شهدت هذه الفترة تشكيل لجان مركزية مكلفة بالتواصل مع القواعد الشعبية، في إطار التحركات التي بدأها الصدر للتفاعل مع جماهيره وليس ضمن سياق عودته الفعلية للمشهد السياسي.
في حزيران 2022، أعلن مقتدى الصدر عن قراره بالانسحاب من العملية السياسية في العراق وعدم المشاركة في اي انتخابات مستقبلية، معللا ذلك برفضه التورط مع “الفاسدين”. وبعد انسحاب الصدريين، تمكن الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية المتبقية من تشكيل الحكومة بالتعاون مع الكتل الكردية والسنية. وبهذا القرار، يترك مقتدى الصدر مساحة من الشك والتكهنات بشأن مستقبله السياسي، في ظل توجهه نحو التواصل مع جماهيره والابتعاد عن الساحة السياسية الرسمية.