“معركة طوفان الأقصى” تعد نقلة نوعية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتأتي بعد القصف المستمر على قطاع غزة. الهدف الرئيسي من المعركة هو إظهار رسالة للعالم بأن فلسطين حرة ومستمرة في نضالها ضد الاحتلال. المعركة تركت أيضاً أثراً على الصراع العربي-الإسرائيلي في ظل فشل إسرائيل في ردع المقاومة الفلسطينية. يجب تحليل هذه المعركة بالتوازي مع المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي ودورها في نضال الفلوجة ورفضها للوجود الأميركي في العراق.
قامت مدينة الفلوجة بدور حيوي في المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي. فازت الفلوجة في معركتها الأولى عام 2004 وتمثلت بداية النضال المقاوم بعد احتلال العراق. على غرار أهل غزة الذين يرفضون مغادرة أرضهم ويصرون على حقوقهم التاريخية، بقي شعب الفلوجة صامداً رغم التهديدات والاعتقالات ودمار المدينة الذي لم يتوقف. يجب أن نربط بين تجربتي الفلوجة وغزة معاً، حيث أظهرت كلا المدينتين قدرتهما على مقاومة الاحتلال وتحقيق النصر.
الدعم الأميركي لإسرائيل لم يستطع إحباط صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للمشروع الصهيوني. “معركة طوفان الأقصى” ستسهم في تغيير قواعد القوة والردع التي كانت تصب لصالح إسرائيل. يجب أن نقف أمام تجربتي الفلسطينية والعراقية التي لا مثيل لهما في نضالهما ضد الاحتلال ومشروعه الصهيوني الذي يستهدف العراق وفلسطين والعالم العربي بأسره.