كشفت كارثة حريق قاعة الأعراس في قضاء الحمدانية في الموصل، عن وجود مجموعات مسلحة وميليشيات تسيطر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية في العراق. تؤكد هذه الكارثة ضرورة فتح ملفات هذه المجموعات والكشف عن فسادها وانتهاكاتها، التي تؤدي إلى انعدام الأمن والفوضى في البلاد. بعد سقوط النظام العراقي، انتشرت هذه المجموعات في المدن وتحكم في المنافذ الحدودية والموانئ ونقاط التفتيش، وتتاجر في الأسلحة والمخدرات وتفرض رسوماً وضرائباً وتبرعات إجبارية على المجتمع.
من اللافت للنظر أن قادة هذه المجموعات يترددون في المدن والقرى بسيارات فارهة ومرافقين بالأزياء الكشفية والحماية، على الرغم من أن معظمهم أصحاب تعليم محدود وشهادات مزورة. يجذبون الأشخاص البطالين برواتب مغرية ويشكلون تشكيلات شبه عسكرية تدعي الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب. يستغلون الإرهاب كوسيلة للتهديد وابتزاز أي شخص يعارضهم أو يهدد مصالحهم. تنتشر هذه المجموعات في العديد من مدن العراق وتستعصي على الدولة السيطرة على المنافذ الجنوبية والشرقية للبلاد.
تحولت هذه المجموعات إلى قوى مالية ضخمة، يدعمها جهاز تنفيذي وقضائي. استغلوا أموالهم في إنشاء أحزاب سياسية والتأثير على المشرعين. لا تزال هذه المجموعات تتسبب في الكوارث بسبب حمايتها للفساد في المؤسسات الحكومية. يجب الكشف عن تورط هؤلاء الزعماء في الكوارث وتحميلهم المسؤولية. تمثل هذه الكارثة في حريق قاعة الأعراس في الحمدانية تحذيرًا واضحًا لضرورة مواجهة هذه المجموعات ووقف انتشارها.