تكشف مصادر مطلعة عن لقاءات سرية بين السفيرة الأمريكية في بغداد وعدد من القادة السياسيين نتيجة القلق الأمريكي من دعوات إغلاق السفارة. حيث بدأت السفيرة جولة لقاءات من النخبة السياسية العراقية في محاولة لتبليغ 3 رسائل هامة تتعلق بتداعيات إغلاق السفارة، نظراً لوجود اتفاقيات وتعاون بين واشنطن وبغداد في مجالات مختلفة. تأتي هذه اللقاءات في ظل وجود تهديدات من فصائل مسلحة عراقية تستهدف المعسكرات التي يتواجد فيها قوات أمريكية، حيث تم اعلان بدء استهداف تلك المعسكرات علنيا. إلا أن الجانب الأمريكي لم يتوقع صدور دعوات معلنة لإغلاق السفارة الأمريكية، خاصةً من قبل شخصيات مؤثرة في المشهد العراقي، على رأسهم زعيم التيار الصدري.
وفي هذا السياق، تتوجه السفيرة الأمريكية إلى السودان في نهاية هذا الأسبوع لمعرفة رأي حكومته حول ما تم طرحه في اللقاءات السابقة. يُذكر أن السفيرة قد أجرت هذه اللقاءات بسرية تامة لتفادي الاحراج، نظرًا لوجود حالة استياء شعبي من موقف واشنطن تجاه أحداث غزة ودعمها اللا محدود لإسرائيل، وبالرغم من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في الشهور الثلاثة الأخيرة.
قد تسببت دعوة زعيم التيار الصدر إلى إغلاق السفارة الأمريكية في تشظي داخل الأطراف السياسية والفصائل، حيث أيد بعضهم هذه الدعوة في حين رفضها آخرون. يأتي هذا في إطار التنسيق بين الأطراف المشكلة للحكومة. يهم الولايات المتحدة الأمريكية تأمين استمرار وجود السفارة في العراق نظرًا لوجود اتفاقيات وتعاون مهم بين البلدين في مجالات الأمن والتسلح وغيرها. لذا تسعى السفيرة الأمريكية لتوجيه رسائل مهمة إلى القادة العراقيين لتفهم الأوضاع الحالية والبحث عن حلول للتوترات المستمرة في المنطقة.