أظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب الدولية للاستطلاعات نتائج “مذهلة” في قياس مدى رضا وثقة العراقيين بمؤسسات الدولة والحكومة. وأظهرت النتائج تحطيم أرقاما قياسية من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث حصل على تأييد 69% من العراقيين، وهو أعلى تأييد يحصل عليه رئيس وزراء عراقي منذ بدء استطلاعات الرأي في عام 2012. كما ارتفعت الثقة بقيادة الحكومة من 13% في عام 2019 إلى 51% في 2023، مما جعل العراق يحتل المرتبة الثالثة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة الثقة بالحكومة. وبالرغم من ذلك، فإن التداعيات الإقليمية الأخيرة من الحرب بين حماس وإسرائيل قد تشكل تحديا لثقة العراقيين المكتشفة حديثا.
وفي الوقت نفسه، أظهر الاستطلاع أن العراقيين يوافقون على قيادة البلاد ورئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني بنسبة 51%، مما يشير إلى نظرة إيجابية تجاه القيادة والحكومة. تراجعت الثقة في المناطق الكردية، حيث وافق 29% على قيادة البلاد، ولكن من أماكن أخرى في العراق، وافق 55%. ويشير الاستطلاع إلى أن العراقيين الشبان يوافقون على أداء الوزير الأعلى محمد شياع السوداني بمعدل مرتفع (68٪)، ويظهرون نفس الثقة الإيجابية مثل العراقيين الأكبر سنا.
في الوقت نفسه، بينما تشهد العراق تحسنا في ثقة الناس بالمؤسسات الرئيسية مثل الشرطة والجيش والنظام القضائي، فإن الاستطلاع أشار إلى وجود تحديات طويلة الأمد في مواجهة الدولة العراقية، حيث يعتقد غالبية العراقيين أن الفساد منتشر على نطاق واسع في الحكومة، وأن الانتخابات ليست صادقة، مما يدل على الطريق الطويل إلى شرعية سياسية أكبر. وتشير هذه التحديات إلى أن الطريق إلى الاستقرار ليس سهلاً.
وتظهر تصورات العراقيين صورة أكثر إيجابية منذ العديد من السنوات، وتبدو العديد من التطلعات التي وضعها أولئك الذين تقدموا بسياسة حرب العراق يتمتع بها المزيد والمزيد من العراقيين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كثيرة تواجه العراق وتذكرنا بمدى هشاشة الطريق إلى الاستقرار.