أعلنت روسيا عن انسحابها من معاهدة حظر التجارب النووية، وذلك بعد تصديق مجلس النواب الروسي على هذا القرار. يأتي هذا القرار في إطار تصاعد التوترات مع الغرب والصراع في أوكرانيا. كما أعلنت روسيا أيضًا عن تدريب قواتها على تنفيذ ضربة نووية هائلة ردًا على ضربة معادية محتملة. يُذكر أن هذا القرار يمنح روسيا القدرة على إجراء تجارب نووية إذا رغبت في ذلك.
يأتي هذا القرار في إطار اتخاذ العديد من الإجراءات والتصريحات الروسية التي زاد من التوتر النووي مع الغرب منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. ويأتي أيضًا ردًا على الموقف غير المسؤول للولايات المتحدة في الحفاظ على الأمن العالمي. تأتي هذه الخطوة بعد تعليق روسيا في فبراير مشاركتها في معاهدة “ستارت الجديدة” لنزع السلاح النووي. كما تتيح لروسيا إمكانية إجراء اختبارات نووية إن رغبت في ذلك، وتزيد من احتمالات أن تجري روسيا اختبارًا نوويًا. تعتبر هذه الخطوة استراتيجية من روسيا للرد على التهديدات المحتملة التي تواجهها في الصراع مع أوكرانيا.
من جانبها، تستند روسيا في قرارها على أن تصديق الولايات المتحدة على معاهدة حظر التجارب النووية لم يكن هادفًا للالتزام بها، كما أنها تنتظر التوقيع والتصديق عليها من قبل 44 دولة معينة. وتؤكد روسيا أنها لن تنتظر في ظل محاولة الغرب تقويض أمنها القومي من حدود أوكرانيا. ورغم أن هذه المعاهدة تهدف إلى منع جميع تفجيرات التجارب النووية، إلا أن روسيا تؤكد أن إلغاء التصديق عليها لن يؤدي إلى إجراء أول تجربة نووية منذ عام 1990 وإنها لن تجري أي تجارب نووية إلا إذا اضطرت إلى ذلك.
لا يزال التوتر النووي بين روسيا والغرب قائمًا، وتحذر الخبراء من استخدام روسيا للأسلحة النووية في حالة تدهور حظوظها في حرب أوكرانيا. يعكس هذا الانسحاب الروسي من المعاهدة رغبة روسيا في استعادة التوازن في مجال الأسلحة النووية، خاصة في ظل الأزمة الحالية مع الغرب. يتعين على الدول الأخرى متابعة تطورات هذا الصراع بحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط التوتر والحفاظ على السلام والأمن العالمي.