بحسب تحليل جديد من مركز “إمبر” لبحوث الطاقة المتجددة، فإن الظروف الجافة وخصوصاً في الصين أدت إلى انخفاض “تاريخي” في إنتاج الطاقة الكهرومائية على مستوى العالم في النصف الأول من عام 2023. ويؤكد البحث أن هذا الانخفاض يشكل تحذيرًا بأن إنتاج الطاقة الكهرومائية قد يؤثر سلبًا على سرعة التحول إلى الكهرباء. وتشير المجموعة إلى أن إنتاج الطاقة الكهرومائية في العالم انخفض بنسبة 8.5% في النصف الأول من هذا العام، وهو الانخفاض الأكبر خلال العقدين الماضيين، وكانت الصين المسؤولة عن ثلاثة أرباع هذا التراجع نتيجة انخفاض المتساقطات ودرجات الحرارة القياسية التي شهدتها في وقت سابق من العام. وعلى الرغم من زيادة نسبة انبعاثات الكربون العالمية بشكل طفيف في النصف الأول من هذا العام بسبب الانخفاض في إنتاج الطاقة الكهرومائية، إلا أنه تم تعويض ذلك بزيادة في إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع أنحاء العالم.
وتشير المجموعة “إمبر” إلى أن التباين في التأثيرات المستقبلية لتغير المناخ على القدرة المائية يختلف بين المناطق، حيث قد يشهد بعض أجزاء وسط إفريقيا والهند وآسيا الوسطى زيادة في قدرتها على توليد الطاقة الكهرومائية، في حين أنه من المتوقع تراجع هذه القدرة في جنوب أوروبا وجنوب الولايات المتحدة وأماكن أخرى. ومع ذلك، يحذر المركز البحثي من أنه من الصعب تقدير التأثيرات المستقبلية بسبب تغير المناخ.
وعلى الرغم من أن انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية له تأثير سلبي على سرعة التحول إلى الكهرباء، إلا أن تقرير “إمبر” يشير إلى أن انخفاض الطلب على الكهرباء ساهم في الحد من ارتفاع انبعاثات الكربون. وعلى سبيل المثال، شهدت الصين ارتفاعًا في انبعاثاتها بسبب فقدان الطاقة الكهرومائية، حيث احتاجت إلى التعويض عن هذا الفقدان. وبالرغم من التحذير من التأثيرات المستقبلية لتغير المناخ، يشير تقرير المركز البحثي إلى أن بعض المناطق قد تشهد زيادة في القدرة على توليد الطاقة الكهرومائية بسبب تغير المناخ، في حين قد يتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية في أماكن أخرى.