زار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، السفارة الأميركية في بغداد، حيث دعا إلى إغلاقها. جاءت هذه الدعوة كجزء من سلسلة من الاحتجاجات العنيفة في العراق ضد التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية العراقية. وقد سارعت الحكومة العراقية إلى خفض جميع التزاماتها مع الولايات المتحدة، في محاولة لتجنب تصاعد الاحتجاجات واستعادة الاستقرار.
منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، يشعر بعض العراقيين بالاستياء والغضب بسبب التدخل والتمويل الأميركي المستمر في شؤون البلاد. ومع ذلك، فقد شهدت البلاد في الأشهر الأخيرة احتجاجات عارمة ضد الفساد الحكومي والعجز الحكومي عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وقد استخدم الصدر هذا الغضب العارم لتوجيه الانتقادات للولايات المتحدة وإظهارها كعامل مزيد من العجز والعنف في العراق.
تأتي هذه الدعوة لإغلاق السفارة الأميركية في سياق توترات المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران. فبعد استهداف القوات الأميركية في العراق من قبل قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران ومقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، تزايدت التوترات بين الطرفين. وتعتبر السفارة الأميركية هدفا محتملا للاعتداءات، وبالتالي فإن الدعوة لإغلاقها تعكس تصاعد التوترات في المنطقة. وفي ضوء هذه التطورات، قد تكون السفارة الأميركية في خطر، مما يدعو الصدر إلى التدخل والمطالبة بإغلاقها لمنع سقوط ضحايا.
بشكل عام، يمكن القول إن دعوة الصدر لإغلاق السفارة الأميركية في العراق هي احتجاج وتنديد بالتدخل الأميركي في الشؤون العراقية. وتعكس أيضًا التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة. وبغض النظر عن كون هذه الدعوة ستتحقق فعليًا أم لا، فإنها تعكس آراء ومطالبات جزء كبير من الشعب العراقي ومخاوفه من الأضرار الناجمة عن التوترات الجارية في المنطقة. يجب على الحكومة العراقية والجهات المعنية أخذ هذه المخاوف على محمل الجد واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.