تشهد العراق تغيرات بيئية جعلت المساحات المزروعة تنخفض إلى النصف، وهو ما يعود إلى تأثير التغيرات المناخية والجفاف على حياة السكان في المناطق الريفية. وقد أدى هذا التراجع في المساحات المزروعة إلى اضطرابات اجتماعية، مثل ارتفاع نسبة الهجرة من الريف إلى المدينة والضغط على البنى التحتية للمدن وتقليص فرص العمل. وتأثرت خطة الاستزراع الشتوية لمحاصيل القمح والشعير بفعل الجفاف، حيث لم تزرع سوى 8 ملايين دونم فقط من أصل 27 مليون دونم من المساحات الصالحة للزراعة.
المزارعون في العراق يواجهون صعوبات كبيرة بسبب تقلص المساحات المزروعة ونقص كميات المياه المتاحة، وهو ما تسبب في تضاؤل فرص العمل وزيادة الضغط على الموارد الزراعية. وقد أظهرت دراسة أجراها المجلس النرويجي للاجئين أن 60% من الفلاحين يعانون من هذه الظروف الصعبة. كما استبشروا بتحسن الأوضاع في عام 2023 بسبب هطول الأمطار بنسبة أعلى من التوقعات، مما أدى إلى زيادة دخل بعض المزارعين.
وفي ظل استمرار الجفاف وتأثيره السلبي، يرفع العراق صوت الاحتجاج ضد سدود تركيا وإيران التي تؤثر على منسوب مياه نهري دجلة والفرات. ويتمثل الحل الذي اقترحه المجلس النرويجي للاجئين في تحسين إمكانات الري وإدارة الموارد المائية بشكل أفضل لتحقيق استدامة الزراعة وحماية المزارعين من تبعات تغير المناخ.