ارتفعت أسعار النفط في تعاملات الجمعة، بسبب التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط والتي تثير المخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية. ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 1.60٪ إلى 84.54 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” بنسبة 1.60٪ إلى 89.34 دولار للبرميل. في اليوم السابق، تراجعت أسعار النفط بنسبة 2.45٪ للبرميل الواحد للخام العالمي “برنت” إلى 87.93 دولار، في حين انخفضت أسعار الخام الأمريكي بنسبة 2.55٪ ليصل إلى 83.21 دولار للبرميل.
في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، يتزايد القلق بشأن إمدادات النفط العالمية. من بين الأحداث التي أثرت على أسعار النفط هي الخلافات بين السعودية وإيران، والتي تزايدت بسبب استهداف منشأتي نفط سعوديتين في سبتمبر، وهو ما أدى إلى تقلص الإمدادات. بالإضافة إلى ذلك، تتزايد المخاوف بشأن العقوبات الاقتصادية المحتملة على إيران، والتي قد تؤثر سلباً على إمدادات النفط. تعززت هذه المخاوف بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي في العراق واليمن وشمال أفريقيا، وهي مناطق أخرى تعتبر أيضًا منتجة للنفط.
كما أدت تلك التوترات إلى تقلص الاحتياطيات العالمية للنفط، حيث انخفض إنتاج دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيك) بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن الأوبك هي منظمة دولية تضم 13 دولة منتجة للنفط، وتهدف إلى تنظيم إمدادات النفط وتحقيق الاستقرار في الأسعار. قد تكون الزيادة في أسعار النفط أثرت أيضًا في ارتفاع أسعار المنتجات البترولية الأخرى مثل الوقود والديزل والغاز الطبيعي، مما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والمواصلات والطاقة.
في النهاية، بسبب التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط والتأثيرات المحتملة لهذه التوترات على إمدادات النفط العالمية، يتوقع أن تستمر أسعار النفط في التذبذب والارتفاع في الفترة القادمة. تحذر بعض التوقعات من أن الأسعار قد تصل إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2014، مما يضعف الاقتصادات العالمية ويزيد الضغوط على المستهلكين والشركات. من المهم أن يتخذ اللاعبون الدوليون في السوق إجراءات لتوفير المزيد من الاستقرار وتحقيق التوازن في إمدادات النفط.