تم اكتشاف كهف “شاندر” في جبال زاكروس بشمال العراق، وقد كشفت الحفريات فيه عن بقايا 11 فردًا من جنس نياندرتال، وهم قد دُفِنوا في فترات متعاقبة قبل ما بين 46 إلى 60 ألف عام. النياندرتال هم أحد الأجناس البشرية المنقرضة، وتم اكتشاف آخر “إنسان شاندر” في الكهف في عام 2020 ولم تُكشَف حتى الآن معلومات كثيرة عنه. بيانات الحفريات تشير إلى أن أحد النياندرتال الذكور، المعروف باسم “شاندر – 1″، عاش حياة صعبة وتعرض لإصابات وكسور عديدة وكانت لديه قدرة محدودة على الحركة. أما “شاندر – 4″، فقد عثر بجانبه على تراكم لجبوب اللقاح، وقيل إن ذلك يمكن أن يشير إلى استخدام النياندرتال للزهور في الطقوس الجنائزية.
هذا الاكتشاف يعد فريدًا ومهمًا بالنسبة لعلماء الأجناس البشرية، حيث يساهم في فهم أسلوب حياة النياندرتال وسلوكهم وعلاقتهم مع بيئتهم. وتثير بعض الوجوه الباحثة جدلاً حول تفسيرات تلك الاكتشافات، مثل ما إذا كان دفن النياندرتال في الكهف يعكس تطورهم الحضاري والعاطفي، أو كان مجرد وسيلة لإبعاد الحيوانات المفترسة عن مكان دفنهم. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاكتشاف أيضًا فرصة لدراسة الحياة اليومية والصحة والسلوك الاجتماعي للنياندرتال، وكيفية تكيفهم مع الظروف البيئية والمخاطر المحيطة بهم.