سرايا السلام هي جماعة مسلحة عراقية تأسست في عام 2014، وتمتلك قناة على تطبيق التيليغرام. ولكن مؤخراً، قد تبرأت سرايا السلام من تلك القناة، وصفتها بأنها “مغرضة ومحرضة”. وتعتبر الجماعة أحد الأذرع العسكرية لمجرم حرب معروف في العراق يدعى قيس الخزعلي. ومن ضمن أسلوب الخزعلي في التعبير عن آرائه وأفكاره، يقوم بتشكيل قنوات على تطبيق التيليغرام وتضم مقاطع فيديو وصورًا لعملياتهم وللترويج لأفكارهم السياسية.
يشير بعض المراقبين إلى أن قناة سرايا السلام على تيليغرام تعتبر وسيلة هامة للتواصل والترويج لأفكار الجماعة، كما تمثل منصة لنشر أخبارها ومقاطع فيديو لعملياتها. ولكن عندما تبرأت الجماعة من تلك القناة، فإن هذا يعني أنها تنأى بنفسها عن محتوى هذه القناة وليست مسؤولة عن ما يتم تداوله فيها. وبذلك، تظهر سرايا السلام بمظهر يسعى للانفصال عن رأي ومواقف تلك القناة، وذلك قد يشير إلى أنها قررت تغيير استراتيجيتها لتحقيق أهدافها السياسية بطرق أكثر دبلوماسية وغير صريحة.
ومن جانبهم، يعرب العديد من النشطاء والمراقبين عن شكوكهم حول حقيقة تبرؤ سرايا السلام من قناتها على تيليغرام. إذ يرى البعض أن هذا التبرؤ هو محاولة للجماعة للتظاهر بالنزاهة والابتعاد عن الانتقادات المستمرة التي توجه لها بسبب أفعالها العنيفة والمناهضة للحكومة العراقية. ويتساءل البعض عما إذا كانت توجد خلافات داخلية في صفوف سرايا السلام، وأن هذا التبرؤ هو نتيجة لتلك الخلافات والتوترات الداخلية.
بشكل عام، يبرز تبرؤ سرايا السلام من قناتها على تيليغرام أهمية الوسائط الاجتماعية في تأثير المنظمات المسلحة وأفرادها على الرأي العام والحشود المؤيدة لها. كما يُسلط الضوء على التحولات الاستراتيجية التي يمكن أن تتبعها تلك المنظمات لتحقيق أهدافها بطرق أكثر فعالية وإعلامية، وذلك بهدف تقوية مكانتها وتحقيق نفوذها في المجتمع. وعلى الرغم من تأثير هذه الاستراتيجيات، إلا أن الجهود المشتركة للحكومات المحلية والمجتمع الدولي يمكن أن تسهم في فضح ومحاربة تلك الجماعات المسلحة واستمرار نشر الحقائق للحفاظ على السلم والاستقرار.