تعاني صناعة العراق من الاهمال الحكومي الكبير، وعدم مواكبتها للتطور الصناعي في الدول الاقليمية والعالمية. ومع ذلك، ما زال بعض أصحاب المشاريع الصغيرة يكافحون للحفاظ على مشاريعهم ورفد الاقتصاد الوطني بها. من بين هؤلاء المقاومين يونس صالح الذي تمكن من تحويل مشروعه الصغير في صناعة الصابون إلى معمل ناجح ينتج منتجات ذات جودة عالية وبمواد أولية عراقية بحتة. مشروع يونس صالح بدأ بمبلغ قليل في هيكل بناء متهالك بالقرب من منزله، ثم توسعت نطاق الصناعة بفضل اقتراحات ودعم العديد من الأهالي والجيران. يتميز مشروع صناعة الصابون ليحاسي من المنتج الكيميائي الأجنبي، وذلك بفضل استخدام زيوت نباتية طبيعية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت الخروع. المشروع نجح في تحقيق أرباح ملموسة بعد مرور أربع سنوات فقط من إطلاقه، وقد نجح في إقناع المستهلكين بالجودة العالية للمنتج المحلي وبأسعار منافسة.
من جهة أخرى، يرى الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش أن هناك حاجة ملحة لتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة في العراق من خلال إنشاء مدن صناعية متخصصة بها. فعلى الرغم من وجود مواد أولية واعتماد المنتج المحلي على الزيوت الطبيعية، إلا أن دعم هذه الصناعات لا يزال ضعيفًا وغير كافٍ. وبالتالي، فإن الحكومة تحتاج إلى تقوية الصناعات المحلية ومنحها الدعم والحماية اللازمة لتكون قادرة على المنافسة مع المنتجات المستوردة في السوق المحلي. يرى المهندس باسم فيصل، مستشار رئيس اتحاد الصناعات العراقية السابق، أن الصناعة هي المحرك الأساسي للاقتصاد العراقي حيث تخلق فرص عمل وتعزز الصادرات وتوطن رأس المال وتزيد من فرص الاستثمار الخارجي. وعليه، فإن دعم الصناعة المحلية يعتبر ضرورة حتمية لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.