المونة في لبنان تعد من التقاليد السنوية التي تحظى بشعبية كبيرة، حيث يتم إعدادها مسبقاً في فصلي الصيف والخريف للاستخدام في فصل الشتاء. يعتاد سكان القرى في لبنان البقاء في منازلهم خلال فصل الشتاء بسبب الأحوال الجوية القاسية والظروف الصعبة التي فرضتها الأزمة الاقتصادية. تتكون المونة من مجففات الفاكهة والمربات واللبنة والزعتر الممزوج بالسماق والسمسم.
تعتبر المونة أحد الأصناف الغذائية التي يوجد في كل بيت لبناني، سواء في القرى أو الأحياء الحضرية. يتم إعدادها بشكل تقليدي من قبل ربات البيوت، ويوجد أنواع مختلفة منها مثل الكشك الذي يصنع من اللبن المجفف والبرغل. مع الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ خريف عام 2019، لجأ العديد من النساء إلى الترويج لمنتجاتهن المنزلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لزيادة الإيرادات.
سوق المونة في لبنان يشهد نموًا واسعًا، حيث يعتمد الكثير من الأسر على مداخيل المونة في تلبية احتياجاتها المعيشية. وقد ساهمت منصات التواصل الاجتماعي في ارتفاع إنتاج وبيع المنتجات المونة. تستخدم العائلات المداخيل الإضافية التي تحققها المونة في تغطية نفقات التعليم والمصاريف الأسرية الأخرى، وتعد المونة مصدر دخل إضافي للعائلات اللبنانية، خاصة لربات البيوت المقيمات في القرى. وقد حظيت المونة أيضًا بشعبية كبيرة خلال جائحة كورونا، حيث أصبحت مداخيلها الإضافية مساعدًا للكثير من الأفراد في تأمين احتياجاتهم المالية.
تشهد محافظات لبنان تنافساً كبيراً في تجارة وتسويق المونة، خاصة في قضاء مرجعيون – حاصبيا جنوب لبنان ومحافظة الشمال. يوفر السوق فرصة للمستهلكين للاختيار من بين تشكيلة واسعة من المنتجات حسب ذوقهم. تعتبر المونة في لبنان تقليداً ثقافياً يتم الحفاظ عليه وتطويره على مر الأجيال، وقد تحولت إلى سلعة مطلوبة ومرغوبة في الأسواق المحلية والعالمية.