يحكي السيرة والتاريخ عن لقاءات نبي الله إبراهيم عليه السلام مع الشيطان في مواقف مختلفة. يجب ملاحظة أن بعض هذه القصص قد لا تكون مثبتة بشكل قاطع من خلال نصوص دينية صحيحة، بل تظهر في كتب التاريخ كأحاديث غير موثوقة.
سنقدم هنا نظرة على بعض هذه اللقاءات لظهور الشيطان للنبي إبراهيم:
ظهور الشيطان عند ذبح إسماعيل: تقول بعض الروايات إن الشيطان ظهر لإبراهيم عليه السلام عندما كان يعتزم ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام بأمر من الله تعالى.
وفي هذه الروايات، ذهب إبراهيم مع إسماعيل إلى إحدى الوادي لاختيار الحطب للذبح.
في طريقهما، ظهر الشيطان لإبراهيم بشكل رجل كبير وسأله عن وجهته. إبراهيم أخبره بما كان ينوي فعله، لكن الشيطان أخبره بأن رؤيته التي رآها في منامه لم تكن إلا وسوسة من الشيطان.
تعرف إبراهيم على هوية الشيطان واستعاذ بالله منه، مما أدى إلى صده.
عندما فشل الشيطان في إلهاء إبراهيم، ذهب إلى ابنه إسماعيل في محاولة لإلهائه ومنعه من الطاعة. ولكن إسماعيل رد على الشيطان بالتأكيد على أن والده كان على صواب ويجب أن يطيع أمر الله.
ثم توجه الشيطان إلى هاجر، أم إسماعيل، وحاول إثارة الخوف في قلبها بخصوص ابنها. لكن هاجر أكدت له أن الله هو الأرحم بإسماعيل. وهكذا، فشل الشيطان في إيقاع أي تأثير ضار على عائلة إبراهيم عليهم السلام.
ظهور الشيطان عند رمي الجمرات: هناك روايات تقول إن الشيطان ظهر لإبراهيم عليه السلام عندما كان يرمي الجمرات خلال موسم الحج. ووفقًا لهذه الروايات، قاد جبريل إبراهيم إلى موقع رمي الجمرات وظهر الشيطان له هناك.
إبراهيم رمى الجمرات بالطبع، وكان هناك تداخل في النصوص بشأن هذه القصة بما أن الذبح كان مخصصًا لإسماعيل وليس إسحاق عليهما السلام.
ملاحظات على قصة ظهور الشيطان: هناك نقطتان مهمتان يجب التأكيد عليهما فيما يتعلق بقصة ظهور الشيطان لإبراهيم عليه السلام:
- بعض الكتب تدعي أن رؤيا إبراهيم عليه السلام التي ذُكرت في القرآن الكريم كانت وحيًا من الشيطان وليس من الله تعالى. هذا التأويل غير صحيح، حيث يجب أن نؤمن بأن رؤيا الأنبياء هي وحي من الله ولا يمكن أن تكون من الشيطان.
- يجب التمييز بين الشعائر الدينية والقصص التي تروى خلالها.
- رمي الجمرات هو شعيرة تقام خلال موسم الحج وهي عبادة لله. ومع ذلك، يمكن استخدام هذه الشعيرة كفرصة للتذكير بقصة نبي إبراهيم عليه السلام والتعلم منها، وليس من الضروري أن تكون العبادة مشروعة بسبب هذه القصة.
إن لقاءات إبراهيم عليه السلام مع الشيطان تظهر كفاءته في مواجهة الفتن والتغريات.
