في خضم الأحداث التاريخية الهامة والسيرة النبوية المباركة، تبرز شخصية مارية القبطية، التي بدت كجارية لدى المقوقس دون أن يلاحظها الكثيرون. ومع ذلك، اختار الله لها مكانة خاصة في قلوب المؤمنين على مر العصور.
كيف تحولت حياتها من العبودية إلى الرفعة في ظل الإسلام وبيت النبوة؟ هل تزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ متى توفيت وأين دفنت؟ نبحث في هذا المقال قصة مارية القبطية.
مارية بنت شمعون، مصرية الأصل، وُلِدَت في قرية حفن ووصلت إلى المدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة. تم تقديم مارية وأختها سيرين كهدية من المقوقس إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر الرسول حاطب بن أبي بلتعة. وفي طريق العودة إلى المدينة، اعتنقت مارية وأختها الإسلام.
كانت مارية القبطية تعيش حياة الرقة قبل الإسلام، حيث كانت تشترى وتباع كجارية ولم يسمع بذكرها سوى بقلة الناس. ولكن عندما بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإرسال الرسل إلى ملوك الأمم، بدأ بمن بينهم المقوقس القبطي العظيم في مصر. من تدبير الله تعالى، أُهِدِيَت مارية إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع الله ذكرها متصلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم. بل وكان النبي يهتم بها بشكل فريد رغم أنها كانت أمة. وكان لها شرف أن تنجب للنبي صلى الله عليه وسلم ولداً يبهج قلبه، وهو إبراهيم.
بعد ولادة إبراهيم، تم تشريع عتق أم الولد، وهذا الأمر يسري على إماء النبي صلى الله عليه وسلم. مارية تمتعت بهذا الحق بعد وفاة النبي.
توفيت مارية القبطية في السنة السادسة عشرة للهجرة، وذلك بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات. تم دفنها في المدينة المنورة في مقبرة البقيع بجوار زوجات النبي، أمهات المؤمنين.