يقترح حازم الرديني، نائب رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، أن تقوم الحكومة العراقية ووزارتَي الصحة والتربية بإنشاء مراكز ومدارس تخصصية لمرضى التوحد في جميع محافظات البلاد، نظرًا لزيادة حالات الإصابة بهذا المرض في الآونة الأخيرة. تهدف هذه المراكز والمدارس إلى تأهيل المرضى وإعادتهم للمجتمع، وذلك بسبب زيادة حالات التوحد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وعدم قدرة الأسر والمجتمع العراقي على التعامل مع مرضى التوحد بسبب حاجتهم إلى رعاية خاصة. وشدد الرديني على أن معظم الحالات تتدهور بسبب عدم تلقيها الرعاية اللازمة، مشيرًا إلى أنه لا تتوفر إحصاءات دقيقة حول أعداد مرضى التوحد في العراق بشكل عام وفي كل محافظة بشكل خاص.
وذكر الرديني أنه يعتمد على دراسة قامت بها جامعة كامبريدج البريطانية في عام 2011، حيث تقدر نسبة الإصابة بالتوحد في العراق بحوالي 75 حالة لكل عشرة آلاف شخص. إن إنشاء هذه المراكز والمدارس التخصصية سيساهم في تحسين رعاية مرضى التوحد وتعزيز تأهيلهم للعودة إلى المجتمع العراقي. وعلى الرغم من النقص في البيانات حول أعداد مرضى التوحد في العراق، فإن وجود هذه المراكز والمدارس سيساعد على تعزيز الوعي والتفاهم عند الأسر والمجتمع في التعامل مع هذا المرض المعقد.
ويعتبر مقترح الرديني هامًا للغاية، حيث يعاني مرضى التوحد في العراق من نقص في الرعاية الطبية والتعليم والتأهيل. يجب أن تقوم الحكومة العراقية بتوفير موارد كافية لإنشاء هذه المراكز والمدارس وتوفير التدريبات الخاصة للمعلمين والطاقم الطبي. يتطلب تشخيص وعلاج وتأهيل مرضى التوحد إجراء دراسات مستفيضة وإحصاءات دقيقة لتقييم الحجم الحقيقي لهذه المشكلة في العراق. من المهم أيضًا تشجيع البحوث العلمية في هذا المجال وتبادل المعرفة فيما بين المؤسسات العراقية والدولية لتحسين رعاية ودعم مرضى التوحد في البلاد.