تقول تقارير أمنية إن هناك اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي والبيشمركة في قضاء مخمور بمحافظة نينوى وقد أدت هذه الاشتباكات إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى. وتفيد التقارير أن الاشتباكات وقعت بسبب خلاف حول حق السيطرة على ثلاثة نقاط عسكرية في قمة جبل قره جوغ، وقد انسحبت قوات حزب العمال الكوردستاني (PKK) من هذه النقاط في تاريخ 19 أكتوبر 2023. وفي اليوم الموالي، اندفعت قوات الجيش العراقي إلى تلك النقاط دون إشعار قوات البيشمركة، مما أدى إلى تصاعد التوتر وحدوث تبادل لإطلاق النار ووقوع ضحايا من الجانبين.
وتعد هذه الاشتباكات مؤشرًا على الجدل المستمر بين القوات العراقية والبيشمركة بشأن المناطق التي تديرها كل منهما. ويعود جذور هذا الصراع إلى حرب العراق السابقة وتأسيس إقليم كردستان العراق، حيث تطالب البيشمركة بالاستقلال وإقامة دولة كردية مستقلة، في حين يدعي الجيش العراقي أن جميع الأراضي العراقية تحت سيطرته ويجب على البيشمركة الانسحاب منها. وتؤكد هذه الاشتباكات على عدم وجود حل سياسي دائم للصراع بين الجانبين، وأن الأمر قد يتطور إلى مزيد من التصعيد والعنف.
وتثير هذه الاشتباكات المخاوف من أن يؤثر تصاعد التوتر بين الجيش العراقي والبيشمركة على استقرار المنطقة وعملية المصالحة الوطنية في العراق. فالاشتباكات المسلحة وقعت في نينوى، وهذه المحافظة تعد أحد أكثر المناطق توترًا في البلاد، حيث كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لفترة طويلة، وما زالت تعاني من انعدام الأمن والاستقرار. يجب أن تعمل الحكومة العراقية والقيادة الكردية على إيجاد حل سلمي لهذا النزاع وضمان حقوق الأقليات العرقية والدينية في المنطقة، وأن تنسحب قوات البيشمركة من المناطق التي يطالب بها الجيش العراقي وتعطي الأفضلية للحلول السلمية والحوار في معالجة الخلافات.