أكد الخبير الاقتصادي العراقي عمر الحلبوسي أن انضمام العراق إلى مجموعة البريكس يواجه العديد من العقبات بسبب الأزمات الاقتصادية والنقدية التي تعانيها البلاد. وأشار الحلبوسي إلى أن العراق لا يمتلك قاعدة صناعية راسخة ويعاني من ضعف في القطاع الزراعي، ما يؤدي إلى تدهور الاقتصاد بشكل كبير. وأضاف أن العراق لا يستطيع الانضمام إلى مجموعة البريكس بسبب السيطرة الأمريكية عليه، وأن واردات النفط العراقية توضع في حساب العراق في واشنطن، ما يعرض العراق لمخاطر مالية جراء رفع الحماية الأمريكية عن أمواله.
وأشار الحلبوسي إلى أن الولايات المتحدة تمتلك العديد من الإثباتات على تورط الحكومة العراقية في غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وتهريب الدولار، ما قد يتسبب في فرض عقوبات كبيرة على العراق في حال انضمامه إلى البريكس. وأكد أن الولايات المتحدة لن تسمح بخروج العراق من سيطرتها وتمتلك ضغوطًا عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة على العراق، ما يجعل تصريحات المسؤولين العراقيين حول الانضمام إلى البريكس مستحيلة التنفيذ.
من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي العراقي صفوان قصي إلى أن العراق يسعى للتوازن الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات من دول الشرق والغرب. وأشار قصي إلى أن روسيا دولة صناعية عملاقة ويمكن للعراق استثمار التعاون مع روسيا في قطاعات الزراعة والصناعة والنقل. وأشار إلى أن العراق يتطلع لزيادة التعاملات المالية مع الجانب الروسي خارج نظام “سويفت” لتخفيف الضغط المالي على العراق.
مع ذلك، قال قصي إن انضمام العراق إلى مجموعة البريكس يتطلب إعادة تأهيل الأهداف الاقتصادية والأدوات المالية للبلاد، وأن العراق يجب أن يقوم ببناء خريطة استثمارية قطاعية. وأشار إلى أن ميزة الاقتصاد المقابل ستحدد الأفضلية في الاندماج مع الاقتصاد الروسي، خاصة في مجالات الزراعة والصناعات الحديدية والطاقة النووية. وأكد أن إنشاء منطقة صناعية للصناعات الاستراتيجية قد يساهم في تنمية العراق الاقتصادية وتخفيف الضغط المالي على البلاد.
بشكل عام، يواجه العراق صعوبات كبيرة في الانضمام إلى مجموعة البريكس بسبب الأزمات الاقتصادية والنقدية التي يمر بها. وتتحكم الولايات المتحدة بشكل كبير في العراق وتملك ضغوطًا عسكرية وسياسية واقتصادية تمنع العراق من تحقيق التوجهات الاقتصادية والاستثمارية المستقلة. على العراق بالتعامل بحرص وحكمة من أجل تطوير قطاعاته الاقتصادية واستقلاليته.