كشفت وزارة النفط العراقية عن مستجدات عمل اللجان الفنية بين بغداد وأربيل لحل مشكلة تصدير النفط من إقليم كوردستان عبر ميناء جيهان التركي، حيث تعمل تلك اللجان على إيجاد اتفاق نهائي وشفاف بين الطرفين لحل الخلافات المتعلقة بآليات التصدير والمستحقات المالية المرتبطة بمبيعات النفط. وقد أكد المتحدث باسم الوزارة أن التوصل إلى اتفاق مع الجانب التركي ليس صعبًا، حيث تم تأكيد استعداد الأنابيب للتصدير، إذ قامت الوزارة بإعادة تصليح خط حقول كركوك جيهان الذي أصبح جاهزًا لاستئناف الضخ بعد اكتمال الإجراءات الفنية المتفق عليها مع الشركات النفطية. وأشار وزير النفط الاتحادي إلى وجود مفاوضات مع الشركات العاملة في إقليم كوردستان لتغيير العقود من الشراكة إلى المشاركة في الأرباح وليس الأصول والإنتاج، وذلك حسب ما ينص عليه الدستور العراقي.
توقفت تركيا عن صادرات النفط من إقليم كوردستان عبر خط جيهان في مارس الماضي، بعد توجيه غرفة التجارة الدولية لتركيا بدفع تعويضات لبغداد عن أضرار تكبدتها جراء تصدير النفط بدون إذن الحكومة الاتحادية بين عامي 2014 و2018. ويأتي هذا القرار بعدما عملت حكومة إقليم كوردستان على توقيع عقود مع الشركات النفطية المشاركة في الحقول، وهو ما يتعارض مع الدستور العراقي الذي يمنع الشراكة في الحقول النفطية. وبالتالي، فإن هناك حاجة لتعديل تلك العقود للموافقة على المشاركة في الأرباح بدلاً من الأصول والإنتاج، وذلك لتفادي الخلاف بين بغداد وأربيل واستئناف عمليات تصدير النفط بشكل شفاف ومنظم.
من المتوقع أن يعود تصدير النفط من إقليم كوردستان إلى الوقوف بعد إيجاد الحلول المناسبة للخلافات بين الحكومتين في بغداد وأربيل، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق مع الجانب التركي لضمان استمرارية الصادرات عبر ميناء جيهان. ويعكس هذا الجهد المشترك بين الطرفين رغبتهما في حل الخلافات بشكل سلمي وبناء على القوانين والأنظمة النافذة، من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي وضمان تحقيق العوائد المالية بشكل عادل ومنصف لكافة الأطراف المعنية.