كشف الخبير النفطي والاقتصادي نبيل المرسومي عن وجود إرادات متنفذة في العراق تعمل على إبقاء قطاع الكهرباء رهينة الغاز الإيراني. وأوضح المرسومي أن الطلب الكلي على الكهرباء في العراق يصل إلى 36 ألف ميغاواط، بينما الطاقة المنتجة تبلغ 26 ألف ميغاواط، ما يؤكد وجود فجوة كبيرة بين الإنتاج والطلب. وتوقع أن تستمر هذه الفجوة وتتسع في المستقبل، متوقعا أن تصل حاجة الاستهلاك في العراق إلى 70 ألف ميغاواط بحلول عام 2050. وأشار إلى أنه من المتوقع أن يظل العراق يعتمد على الغاز الإيراني في السنوات القادمة بسبب الإرادات المتنفذة والبطء في استغلال الغاز المحلي.
وأكد المرسومي أن هناك جهات متنفذة تسعى لتعطيل إنتاج الغاز العراقي، مشيرا إلى الهجمات الصاروخية التي طالت حقل خورمر في كردستان. وأوضح أن هذه الجهات تسعى لتعطيل اعتماد العراق على الغاز المحلي، مما يؤكد على استمرار اعتماد البلاد على الغاز الإيراني في الفترة القادمة. وقد أشار إلى أن العراق لا يزال ثالث أكبر دولة في حرق الغاز، مما يعكس تبذير الموارد المحلية وتأخر استغلالها بطريقة فعالة.
بالإضافة إلى ذلك، أكد المرسومي أن عدم وجود إرادة حقيقية لوقف الاعتماد على إيران في مجال الكهرباء يعود إلى توجهات سياسية واقتصادية تفضيلية. وأشار إلى أنه من الضروري تحقيق توازن في مجال الكهرباء بين الاعتماد على الغاز الإيراني واستغلال الغاز المحلي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الكهربائية في البلاد. ودعا إلى عملية شفافة لإصلاح قطاع الطاقة في العراق والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي بالطاقة والتخلص من التبعية على دول أخرى في هذا المجال.