أوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح خطورة ارتفاع سعر الصرف في حال تحقق مطالب تعويم الدينار، مؤكداً أن سعر الدولار في السوق السوداء يقترب تدريجياً من السعر الرسمي. وأشار إلى أن دعوات تعويم الدينار قد تكون ممكنة في اقتصاد يعتمد على السوق الحرة بدلاً من القطاع الحكومي، موضحاً أن التعويم يتطلب اعتماد سعر الصرف السائد في السوق السوداء لتحقيق الاستقرار والتوازن في السعر الرسمي. وحذر من أن التعويم قد يؤدي إلى تدهور الصرف وزيادة التضخم بشكل غير مراقب.
وأوضح صالح أن في حالة التعويم، قد تصبح سلطة النقد غير مهيمنة على النقد الأجنبي، ما سيزيد من التحديات ويسمح لقوى جديدة في السوق بالتحكم في الأمور. كما أشار إلى أن ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي في السوق الموازية بشكل كبير يمكن أن يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار والتضخم، مما يجبر السياسة النقدية على التدخل باحتياطيات أجنبية كبيرة للحفاظ على استقرار الأسعار.
وحذر من أن اقتراب أسعار الصرف في السوق السوداء من السوق الرسمية لا يعود إلى نقص العرض من النقد الأجنبي، بل يعود إلى قيود مفروضة على حركات التحويل الخارجي بسبب عجز السلطة النقدية عن تقريب السعرين بسبب ارتفاع مستوى احتياطيات النقد الأجنبي. وأشار إلى أن تلك الاحتياطيات، التي تغطي أكثر من 16 شهراً من الاستيراد، تعتبر الأعلى في تاريخ العراق وتمثل تحدياً للسلطة النقدية في تقليص الفجوة بين السعرين.