اتفق الدولار على الاحتفاظ بمكاسبه مقابل العملات المنافسة يوم الخميس، وذلك عقب تصريحات يُفترض أن يصدرها رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول، مما زاد من توقعات بأن البنك سيبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. وقد دفعت هذه التوقعات الين الياباني للحد من خسائره الأخيرة ليحوم حول أدنى مستوياته في أسبوعين التي سجلها يوم الأربعاء. وتراجع الدولار الأسترالي أيضًا بعد نشر بيانات عن الوظائف المحلية التي انخفضت بشكل غير متوقع، وسجل الدولار النيوزيلندي أدنى مستوى له منذ عام تقريبًا. وفي الوقت نفسه، لم يحدث تغيير يذكر في مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات.
وتلقى الدولار دعمًا من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي استمرت بالارتفاع في الساعات الأولى من صباح آسيا، حيث يراهن الأسواق على أن رئيس الاحتياطي الاتحادي سيعتمد موقفًا متينًا في خطابه في وقت لاحق يوم الخميس. ومع ذلك، ألمح محللون إلى أن السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي قد تكون متراجعة، نظرًا للأحداث الجيوسياسية الراهنة في الشرق الأوسط. وقد ألمح صانعو السياسة في البنك المركزي الأمريكي إلى توقف مؤقت في رفع أسعار الفائدة لشهرين إضافيين، نظرًا للبيانات الاقتصادية المتباينة وعلامات التقدم في مكافحة التضخم الذي لا يزال مرتفعًا بشكل كبير. ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع المقبل للبنك المركزي في 31 أكتوبر و1 نوفمبر.
فيما يتعلق بالأسواق العالمية الأخرى، ارتفع الين الياباني قليلاً مقابل الدولار بعد أن هبط إلى أدنى مستوى في أسبوعين يوم الأربعاء، واضطر الدولار الأسترالي للتعافي بعد نشر بيانات سلبية عن الوظائف المحلية. وهبط الدولار النيوزيلندي أيضًا بنسبة 0.5٪ ليصل إلى أدنى مستوى في 11 شهرًا.
بشكل عام، يبدو أن الدولار يواجه تقلبات متزايدة نتيجة عوامل متعددة، بما في ذلك التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيبقي على أسعار الفائدة مرتفعة وأنه سيفهم بمفهوم تشديده النقدي بحذر. ولكن في الوقت نفسه، تشير الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط والبيانات الاقتصادية المتباينة إلى أنه قد يكون هناك حالة من الضبابية وعدم اليقين في الأسواق العالمية. ومن المتوقع أن يستمر القلق والتقلب في الأسواق بينما تتواصل المستجدات الاقتصادية والسياسية محلياً وعالمياً.