أسعارُ الذهب تنخفضُ مسجلةً أطولَ سلسلةِ خسائر مُنذُ أكثر من عامٍ

تشهد عمليات بيع الذهب استمرارًا في اليوم الثلاثاء، حيث سجلت أطول سلسلة خسائر منذ شهر آب/أغسطس 2022 في الجلسة الأخيرة. وقد أكد مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما أثر سلبًا على أداء الذهب. وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6 بالمئة إلى 1817 دولارا للأوقية، مسجلًا أدنى مستوياته منذ التاسع من مارس. وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.7 بالمئة إلى 1833.40 دولارا. ويرتبط انخفاض سعر الذهب بارتفاع الدولار وعوائد السندات، حيث يعتمد سعر الذهب على الدولار ولا يحقق عوائد. ويعتقد مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي أن السياسة النقدية ينبغي أن تظل مقيدة “لبعض الوقت” للحد من التضخم إلى المعدل المستهدف البالغ اثنين بالمئة.
تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.4 بالمئة إلى 20.77 دولارا للأوقية، وهو أدنى مستوى في ستة أشهر ونصف. وانخفض البلاتين بنسبة 0.8 بالمئة إلى أدنى مستوى في عام عند 869.90 دولارا. ونزل البلاديوم بنسبة 0.1 بالمئة إلى 1200.04 دولار.
يتوقع المستثمرون أن يستمر انخفاض أسعار الذهب في المستقبل القريب، نظرًا لمواصلة مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة لخفض التضخم. ومن المحتمل أن يستمر ارتفاع الدولار وعوائد السندات، مما يعزز هبوط سعر الذهب. وبالإضافة إلى ذلك، يعاني الذهب من تراجع الطلب العالمي عليه، حيث يفضل المستثمرون تخزين ثرواتهم في الدولار والأسهم، نظرًا لتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية. ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض في أسعار الذهب حتى يتغير السياق الاقتصادي العالمي وتنخفض التوترات الجيوسياسية.
وبشكل عام، فإن استمرار انخفاض أسعار الذهب سيؤثر سلبًا على سوق المعادن النفيسة وعلى المستثمرين في هذا القطاع. وسيكون لهذا التأثير تداعيات تتعلق بالوضع الاقتصادي العام والاستقرار المالي. وبالتالي، يجب على المستثمرين دراسة الأوضاع المالية العالمية والتطورات الاقتصادية الراهنة، واتخاذ القرارات المستنيرة والحذر قبل الاستثمار في سوق الذهب وسوق المعادن النفيسة عمومًا.