تشير وكالة “بلومبرغ” إلى أن الحرب الحالية التي تقودها إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة تكلف الاقتصاد الإسرائيلي حوالي 260 مليون دولار يوميا. وتشير الوكالة إلى أن تكلفة الحرب باتت أكبر بكثير مما كان متوقعا في البداية، مما يضع ضغطا كبيرا على الوضع المالي العام في إسرائيل. وفي هذا السياق، أعلن بنك إسرائيل المركزي أنه باع 8.2 مليار دولار من النقد الأجنبي في أكتوبر، مما أدى إلى تراجع احتياطي العملة الأجنبية إلى 191.2 مليار دولار. وقام المركزي بإطلاق برنامج قيمته 30 مليار دولار لبيع النقد الأجنبي، بهدف منع تدهور حاد في سعر صرف الشيكل خلال فترة الحرب.
وقد شهدت إسرائيل انخفاضا حادا في قيمة الشيكل مقابل الدولار منذ بدء القتال في أول أكتوبر. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يقوم فيها البنك المركزي ببيع كميات كبيرة من النقد الأجنبي بهذا الشكل، وذلك لتفادي حدوث تدهور كبير في سعر الصرف للشيكل. ويأتي ذلك في سياق تدهور الوضع الاقتصادي العام لإسرائيل جراء العواقب الاقتصادية والمالية الناجمة عن انتشار وباء كورونا خلال عام 2020.
من الواضح أن الحرب الحالية تشكل تحديا كبيرا للاقتصاد الإسرائيلي، وقد أدى إلى تكبد خسائر كبيرة بالنسبة للاقتصاد وموارده المالية. ويبدو أن تداعيات الحرب من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي في الفترة المقبلة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد.