وقعت الولايات المتحدة اتفاقيتين مع العراق بهدف الحد من حرق الغاز الطبيعي العالي التلوث والمهدر، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى واشنطن حيث أجرى محادثات مع الرئيس جو بايدن. ويسعى العراق للتوقف عن حرق الغاز بحلول عام 2028، وقد قام بحرق أكثر من 17.9 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في عام 2022، مما يجعله ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وفقًا لتقرير البنك الدولي. هذه العملية تهدر الموارد وتجعل العراق يعتمد على الغاز الإيراني المستورد لتزويد البلاد بالطاقة.
وقد وقعت الولايات المتحدة والعراق مذكرتي تفاهم لإلتقاط ومعالجة الغاز المصاحب لإستخدامه في توليد الكهرباء في العراق، بالإضافة إلى السماح للعراق بالإستفادة من التكنولوجيا والخبرة الأمريكية، وفقًا لإحاطة وزارة الخارجية خلال زيارة السوداني. ويواجه العراق انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، الأمر الذي أدى في الماضي إلى إحداث اضطرابات مدنية واحتجاجات دامية. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2030 وتقليل إعتماد العراق على إمدادات الكهرباء والغاز الإيرانية التي تخضع للعقوبات.
تعاونت وزارة النفط العراقية مع شركتي “Siemens Energy” و”SLB” لمعالجة الغاز المصاحب لاستخدامه في إنتاج النفط الخام. وهذه الخطوات تعكس جهود العراق لتنويع مصادر الطاقة والحد من اعتماده على الغاز الإيراني المستورد. وقد أصدرت الولايات المتحدة إعفاءات دورية للعراق للحصول على إمدادات الطاقة من إيران، وتم تأكيدها في مارس 2023. ومن المتوقع أن تحمل هذه الإتفاقيات تطورات إيجابية تعزز الأمن الطاقوي للعراق وتساهم في الحد من الاعتماد على الطاقة المستوردة.