أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، أن عمالة الأطفال ظاهرة عالمية تنتشر بشكل كبير في الدول ذات الدخل المنخفض، حيث يعمل أكثر من 200 مليون طفل حول العالم في سوق العمل، ويتوزع هؤلاء الأطفال في القارات المختلفة، حيث يصل عددهم في إفريقيا إلى 72 مليون طفل وفي آسيا والمحيط الهادي إلى 62 مليون طفل. وبحسب الأمم المتحدة، توجد نسب عالية من عمالة الأطفال في اليمن، السودان، مصر، والعراق، حيث تصل النسبة في العراق إلى 4.9%، مما يعكس تحديات اقتصادية واجتماعية تواجه الأسر هناك.
وأشار الغراوي إلى عدة أسباب تؤدي إلى ارتفاع معدلات عمالة الأطفال في العراق، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، والنزاعات والصراعات التي تعصف بالبلاد، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات العنف الأسري ضد الأطفال وضعف التشريعات التي تحمي حقوق الطفل. وعلى الرغم من التزام العراق بالاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الأطفال، إلا أن النسب المرتفعة لعمالة الأطفال ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا يتطلب اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحتها.
وفي ضوء هذه الواقعة، دعا الغراوي الحكومة العراقية والبرلمان إلى تشريع قانون حماية الطفل وتعديل قوانين العمل، وتشديد العقوبات على أصحاب المصانع الذين يستغلون الأطفال في العمل. كما طالب بخلق فرص اقتصادية للأطفال وإنشاء صندوق للأجيال لحماية حقوقهم، ووضع آلية لتحديد نسبة الأطفال في المجتمع حتى بلوغهم سن الرشد. واقترح أيضًا تحديد يوم 12 يونيو من كل عام كيوم وطني لمكافحة عمالة الأطفال، بهدف تسليط الضوء على هذه الظاهرة وتعزيز الجهود للقضاء عليها.