تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة في مواجهة الجفاف المتوقع في الصيف المقبل، نتيجة ندرة المياه في الأنهر والتأثير السلبي لقطع مياهها من دول المنبع، مما يؤدي إلى تراجع المساحات الزراعية وهجرة الفلاحين ونفوق المواشي. تعتزم وزارة الموارد المائية بناء 36 سداً حتى عام 2025 في مناطق صحراوية لتحسين تخزين المياه وتأمين احتياجات الشرب والزراعة. تشير توقعات وزارة الموارد المائية إلى هطول أمطار مبكرة في الخريف والشتاء المقبلين، مما سيعزز المخزون المائي ويسهم في تحسين الأوضاع.
على الرغم من وجود سدود تجميع المياه في العراق، إلا أن هناك تحديات تتعلق بالترسبات الطينية وتدني كميات التخزين في بعض السدود. تقلصت المساحات الزراعية بشكل كبير بسبب نقص المياه، مما استدعى رفع الحظر عن استيراد منتجات زراعية. العراق يعتبر من بين الدول الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، ويبذل جهوداً لتحسين إدارة المياه وبناء المزيد من السدود لتعزيز فرص البلاد في مجال الزراعة واستخدام الموارد المائية بكفاءة.
يتضح أن الحلول لأزمة المياه في العراق تتطلب التعاون مع دول المنبع والاعتماد على تقنيات حديثة لإدارة وتوزيع المياه بفعالية. تحديد الاحتياجات وتوجيه الاستثمارات نحو بناء المزيد من السدود قد يكون حلاً مؤقتاً، لكن الاهتمام بترشيد الاستهلاك وتحسين البنية التحتية هو الطريق نحو تحقيق الاستدامة في استخدام الموارد المائية في البلاد.