أرتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، وتتجه لتحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، ويرجع ذلك لتزايد الطلب الذي عززه الصراع في الشرق الأوسط، وتوقعات بأن زيادات أسعار الفائدة تقترب من نهايتها. حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2%، وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.5%. وقد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن الغزو البري المتوقع للقضاء على حماس قد يكون وشيكًا، مما زاد المخاوف من تصاعد الحرب.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجعت الفضة بنسبة 0.1%، وصعد البلاتين بنسبة 0.1%، وزاد البلاديوم بنسبة 0.3%. توقف الاستثماريين عن الاستثمار في المخاطرة واتجهوا نحو الملاذات الآمنة، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بتصاعد الحرب في الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.
إن ارتفاع أسعار الذهب يعكس الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية في العالم، وتأثيرها على قوة العملات والأسواق المالية. يُعتبر الذهب عادةً ملاذًا آمنًا للاستثمار في الأوقات الصعبة، حيث يعتبر من المعادن النفيسة التي تحتفظ بقيمتها وتمتلك استقرارًا نسبيًا في الأوقات المضطربة. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع المحللون أن تنتهي زيادات أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأمريكي قريبًا، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن إستثمارات آمنة ومربحة، وهو ما يُعزز الطلب على الذهب.
بشكل عام، يوضح الارتفاع الحالي في أسعار الذهب استجابة السوق للمخاطر الجيوسياسية واستقرار السوق. ومع ذلك، فإن توقعات وتطورات الأحداث العالمية قد تؤثر بشكل كبير في أسعار الذهب في المستقبل، حيث إن الصراعات والأزمات العالمية تعزز الطلب على المعادن النفيسة بشكل عام. ولذلك، فإن الأوضاع السياسية والاقتصادية المستقبلية ستظل تحكم أسعار الذهب وتحركات السوق بشكل كبير.