تشهد أسعار الدولار في أسواق وصيرفات العاصمة العراقية بغداد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت أسعار البيع 158500 دينار عراقي مقابل كل 100 دولار أمريكي في بورصتي الكفاح والحارثية. هذا يعتبر رقمًا قياسيًا بعد أن شهدت أسعار الدولار انخفاضًا طفيفًا خلال الأسابيع الماضية. بالإضافة إلى ذلك، سجلت أسعار الشراء 156500 دينار عراقي مقابل كل 100 دولار في بورصتي الكفاح والحارثية وفي محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد. هذا الارتفاع في أسعار الدولار يتزايد الضغط على المسافرين لشراء العملة من السوق الموازي، حيث أصبح الحصول على الدولار النقدي أمرًا صعبًا. كما يتهم بعض البنوك الخاصة بالاستحواذ على الجزء الأكبر من سوق العملة، وخاصة سوق الدولار النقدي، ويذهب معظم الدولارات التي يحصل عليها المسافرون في هذه البنوك للمضاربة.
ينتج هذا الزيادة في أسعار الدولار عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها العراق، بما في ذلك النقص الحاد في إيرادات الدولة نتيجة انخفاض أسعار النفط والتلاعب في سعر صرف العملة، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة وتردي الخدمات العامة. يعتبر الدولار هنا العملة الأجنبية الرئيسية في العراق ويستخدمه المواطنون في الكثير من العمليات الاقتصادية. ويعكس هذا الارتفاع في أسعار الدولار الضعف الاقتصادي للبلاد والضغوط التي تتعرض لها العملة الوطنية.
من الجدير بالذكر أن ارتفاع أسعار الدولار له تأثير سلبي على المواطنين والاقتصاد العراقي بشكل عام. فإلى جانب ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، يتزايد الضغط على الحكومة لزيادة الرواتب وتوفير فرص العمل للشباب. يتعين على السلطات العراقية اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذا الوضع وتحقيق استقرار سعر الصرف للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وضمان رفاهية المواطنين. يحتاج العراق إلى خطة شاملة لتنشيط الاقتصاد وتنويع المصادر الاقتصادية بعيدًا عن اعتماده على إيرادات النفط فقط، وتعزيز الاستثمارات وتطوير القطاعات المحلية الأخرى لتحقيق التنمية المستدامة.