ارتفعت أسعار النفط اليوم بسبب تقرير صادر عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الذي أكد فيه أن أساسيات السوق لا تزال قوية وأن هناك مخاوف من احتمال اضطراب الإمدادات، وذلك على خلفية تقليص الولايات المتحدة لصادرات النفط الروسية. وبحلول الساعة 0113 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4 بالمئة إلى 82.85 دولار للبرميل، وزادت العقود الأميركية بنسبة مماثلة إلى 78.59 دولار للبرميل. وقد رفعت أوبك قليلاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2023 مع الاحتفاظ بتوقعاتها المرتفعة لعام 2024.
تراجعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بسبب المخاوف من احتمال تراجع الطلب في الولايات المتحدة والصين، وهبوط مؤشر أسعار المستهلكين في الصين إلى مستويات قياسية منذ جائحة كوفيد-19. وفي هذا السياق، أكد محللون في مذكرة أن تأثر أوبك بالمعنويات المتراجعة دفعها إلى التأكيد على وجهة نظرها بأن الاستهلاك جيد. كما يتوقع وزير النفط العراقي التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان وشركات النفط الأجنبية لاستئناف الإنتاج من حقول النفط في الإقليم لاستئناف الصادرات. وفيما يتعلق بالأسواق العالمية، تلقت أسعار النفط دعماً من الحملة الأميركية على صادرات النفط الروسي وواشنطن وزارة الطاقة الأميركية تخطط لشراء 1.2 مليون برميل من النفط لتجديد الاحتياطي الاستراتيجي.
من جهة أخرى، حذرت أوبك في تقريرها الشهري من دور المضاربين في تقليص الأسعار وألقت باللوم عليهم في آخر انخفاض للأسعار. وأضافت أن تجدد المحادثات في العراق لإعادة تشغيل خط أنابيب للنفط قد يكون رياحاً معاكسة للسوق. ويأمل وزير النفط العراقي في التوصل إلى اتفاق يسمح باستئناف الصادرات من حقول الشمال عبر خط الأنابيب العراقي-التركي بعد أن أوقفت تركيا تدفقات بلغت 450 ألف برميل يومياً من صادرات الشمال بعد حكم أيدت العقوبات الدولية.
بالمجمل، يمثل تقرير أوبك والتوقعات المتفائلة للطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى التوترات السياسية المحلية والدولية، عوامل داعمة للزيادة في أسعار النفط حالياً. ومع استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19 والتداعيات الاقتصادية المترتبة عنها، يبقى الوضع غير مستقر ومتغير مما يعزز حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.