تكبدت أسعار النفط خسائر للأسبوع الثالث على التوالي للمرة الأولى منذ مايو/ آيار الماضي، رغم صعود الخامين بنحو اثنين بالمئة في تسوية عقود، امس الجمعة مع تأكيد العراق التزامه بمستويات الإنتاج وذلك قبل اجتماع سيعقده التحالف بعد أسبوعين. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.42دولار بما يعادل 1.8 بالمئة لتسجل عند تسوية الجمعة، 81.43 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.43 دولار أو 1.9 بالمئة إلى 77.17 دولار عند التسوية، لكن الأسعار سجلت انخفاضاً أسبوعياً قدره أربعة بالمئة. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 13 بالمئة في الأسابيع الثلاثة الماضية، بما في ذلك هبوط بنسبة 4.15 بالمئة هذا الأسبوع، بسبب إشارات تراجع الاستهلاك في الصين والولايات المتحدة وأوروبا. كما تكبد خام برنت خسائر بنحو 10.5 بالمئة في الأسابيع الثلاثة الماضية، بما في ذلك هبوط بنسبة 4.1 بالمئة هذا الأسبوع.
وعلى صعيد آخر، توقعت وكالة موديز تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في العام المقبل، مع انتقال تأثير أسعار الفائدة المرتفعة عبر قنوات الائتمان إلى الاقتصاد الحقيقي، مما يقلص الضغوط التضخمية وسط تباطؤ الطلب مع احتفاظ البنوك المركزية بسياسة متشددة. وأشارت الوكالة إلى العجز المالي الكبير وانخفاض القدرة على تحمل الديون في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عدلت نظرتها المستقبلية للبلاد إلى سلبية من مستقرة.
وأظهرت بيانات شركة “بيكر هيوز” تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار منصتين، ليصل إلى 494 منصة خلال الأسبوع الجاري، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 21 يناير/ كانون الثاني 2022. وطلبت المصافي في الصين، أكبر مشتري للنفط الخام، إمدادات أقل من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لشهر ديسمبر/ كانون الأول. ويجتمع تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وقالت وزارة النفط العراقية إن بغداد ملتزمة باتفاق أوبك+ بشأن تحديد مستويات الإنتاج، فيما أشار خبراء في كومرتس بنك إلى أن المخاوف بشأن الطلب حلت محل الخوف من اضطرابات الإنتاج بسبب الصراع في الشرق الأوسط. وزادت البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة هذا الأسبوع من المخاوف بشأن تعثر الطلب.
أما عن تأثير الصراعات السياسية على أسعار النفط، فقد تكبدت أسعار النفط الخام خسائراً ثالثة أسبوعية على التوالي بسبب الصراعات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الإنتاج والتوزيع. ورغم التصاعد في أسعار النفط وزيادة الإنتاج والتزام الدول الإنتاجة بتحديد مستويات الإنتاج، إلا أن مخاوف تراجع الطلب على النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي في العام المقبل كان لها تأثير كبير على أسعار النفط.