تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي يوم الثلاثاء، نتيجة لقلق المتعاملين تجاه تباطؤ الاستهلاك واستقبالهم الفاتر لتعهدات الصين بتغيير نموذجها الاقتصادي وتحويل اقتصادها. ومع انخفاض عقود خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، من الملاحظ أن الصين حددت هدفا لنمو اقتصادي لعام 2024 يبلغ حوالي 5%، وهو هدف يمكن أن يساهم في زيادة استهلاك الوقود. ومع ذلك، من المتوقع صعوبة تحقيق الهدف خلال هذا العام مقارنة بالعام السابق، مما قد يؤثر سلبا على معنويات المستثمرين.
على الرغم من تعهد الصين بتعزيز استكشاف وتطوير موارد النفط، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه على تشديد الرقابة على استهلاك الوقود الأحفوري. وعلى الرغم من قلق المتعاملين بشأن تباطؤ الاستهلاك الصيني، تقوم عوامل العرض من خلال تخفيض الإنتاج والتوترات الجيوسياسية بدعم أسعار النفط الخام. وذلك جاء في ظل استمرار تحالف أوبك+ في تمديد تخفيضات إنتاج النفط لدعم الأسعار وسط تزايد مخاوف النمو العالمي وزيادة الإنتاج خارج المجموعة.
من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن زيادة مخزونات النفط الأمريكية، وفي الوقت نفسه تقليل مخزونات نواتج التقطير والبنزين. ورغم أن التوترات في الشرق الأوسط لم تؤثر بشكل مباشر على الإمدادات، فإن الاضطرابات في البحر الأحمر تسببت في زيادة الوقت الذي يستغرقه النفط ليصل إلى السوق مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ويعود هذا التصاعد في أسعار النفط إلى انقطاع الإمدادات وزيادة الطلب، حيث أن التوقعات بشأن تباطؤ الاستهلاك الصيني تسببت في تحفيز كبار المنتجين لتقليل الإنتاج لدعم الأسعار.