أثار ارتفاع أسعار الذهب في الفترة الأخيرة تساؤلات كثيرة، حيث يُعتبر المعدن الثمين “ملاذًا آمنًا” في الأوقات الصعبة. بدأت أسعار الذهب في الارتفاع بشكل مفاجئ في أوائل شهر مارس، مما أدى إلى تحقيق زيادة بنسبة 14%. ورغم التوترات الجيوسياسية التي كانت مرتفعة منذ فترة، إلا أن توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أكثر ضبابية في الأسابيع الأخيرة. حيث بدأ المستثمرون يتساءلون عن العوامل التي دفعت الذهب إلى ارتفاعات غير مسبوقة، مثل المشتريات من قبل البنوك المركزية وقلقها من دور الدولار كسلاح اقتصادي وتحول الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة.
يعتبر البنوك المركزية من أبرز مشتري الذهب في الوقت الحالي، يليهم المؤسسات الكبرى والمتداولون الذين يستعدون للتحول إلى أسعار فائدة أكثر مرونة. ورغم أن هذه المجموعات كانت تشكل قوة صعودية ثابتة لعدة أشهر، إلا أن هناك حيرة بشأن السبب الذي جعلهم يشترون الذهب في زمن مليء بالفوضى والخوف. بالإضافة إلى ذلك، تشير التدفقات الخارجية المتزايدة من صناديق الاستثمار المتداولة إلى إعصار في السوق، حيث يبدو أن هناك مجموعة كبيرة تسحب أموالها من السوق.
في أسواق العقود الآجلة والأسواق خارج البورصة، يشهد نشاط التداول زيادة ملحوظة، مما يدل على مشاركة المشترين المؤسسيين المعتادين مثل البنوك المركزية وصناديق التقاعد والثروة السيادية. وترتفع أيضًا أسعار السبائك في هذه الأسواق، مما يدفع تجار الخيارات إلى زيادة تغطية تعرضاتهم. يُشير انعكاس الفارق بين أسعار الذهب وأسعار الفائدة إلى طلب قوي على الذهب كملاذ آمن في ظل اضطرابات الاقتصاد العالمي، ومع انتظار تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.