بدأت المصارف الحكومية العراقية في إطلاق خدمة الحجز الإلكتروني لبيع الدولار للمسافرين بالسعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي العراقي. وحددت مصارف الرشيد والرافدين الحكومية آلية خاصة للحصول على الدولار عن طريق الحجز الإلكتروني المسبق، حيث يمكن لكل مسافر الحصول على 3000 دولار. وبعد تعبئة الاستمارة، يتوجه الزبون إلى فرع المصرف المحدد له في بغداد لإيداع المبلغ النقدي بالدينار العراقي واستلام بطاقة ماستركارد تحتوي على قيمة 3000 دولار ستصرف له في يوم سفره من مطار بغداد الدولي.
وعلى الرغم من أن هذه الآلية الجديدة تبدو منمقة، إلا أن هناك مصادر تكشف أن رابط الحجز الإلكتروني لا يعمل إلا لبضع ساعات في الصباح نظرًا لكثرة الحجوزات المسبقة، مما يعني أن فرص الحصول على الدولار عبر هذه الخدمة قليلة جدًا. ويضيف المصدر أن كمية بطاقات ماستركارد المتاحة في كل فرع تصل فقط إلى 25 بطاقة يوميًا، وهي نسبة ضئيلة جدًا مقارنة بعدد الطلبات المرتفع. وتحذر التقارير من تواجد محسوبيات ومنسوبيات في تمرير الدولار بعيدًا عن آلية الحجز الإلكتروني ومنحها مباشرة لأصدقاء ومقربين لمسؤولين أو موظفين في المصارف الحكومية.
من أجل الحد من صعود سعر الدولار، قام البنك المركزي بفتح مكاتب صرافة في مطار بغداد لتسهيل حصول المسافرين على الدولار. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تكون فائدة، إلا أن المختصين يرون أنها ليست كافية لحل المشكلة من جذورها. ويشير الخبراء الاقتصاديون إلى أن الإجراءات الحالية غير كافية للسيطرة على صعود سعر الدولار، وأنه يجب اتخاذ قرارات اقتصادية صارمة لتصحيح الوضع. ويعبر الخبراء عن قلقهم من استمرار عمليات المضاربة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في سعر الدولار. ويطالبون بمتابعة ورصد الخطوات الحكومية بشكل دائم للسيطرة على الوضع.
وتأمل الأسواق المحلية في تنفيذ إجراءات جديدة للحد من صعود سعر الدولار، تشمل خدمة مصرفية جديدة لصغار التجار يتم من خلالها خفض سعر الصرف وتسهيل إجراءات عملهم. وقد أكد محافظ البنك المركزي على ضرورة إنجاز المعاملات بسرعة من قبل المصارف الحكومية وشركات الصرافة التي تبيع الدولار للمسافرين في مطار بغداد الدولي، مشيرًا إلى أن فتح مكاتب جديدة في المطارات سيكون له تأثيرات إيجابية في تسهيل حصول المسافرين على حصتهم من الدولار.