في التعاملات الآسيوية اليوم الثلاثاء، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بعد نزولها بأكثر من 3٪ في الجلسة السابقة. جاء ذلك بسبب القلق من التأثير السلبي للأحداث في الشرق الأوسط على إمدادات النفط، وفي ظل تسجيل بيانات ضعيفة حول الاقتصاد الصيني. وبحلول الساعة 0305 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر ديسمبر بمقدار 36 سنتًا أو 0.41٪ لتصل إلى 87.81 دولارًا للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يناير بمقدار 29 سنتًا أو 0.34٪ لتصل إلى 86.64 دولارًا للبرميل. وفيما يتعلق بخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، ارتفع بمقدار 34 سنتًا أو 0.41٪ ليصل إلى 82.65 دولارًا للبرميل. وذلك بعد تراجع أسعار النفط بأكثر من 3٪ يوم أمس الاثنين، وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
تزايدت المخاوف من انعكاس الأحداث الجارية في الشرق الأوسط على إمدادات النفط العالمية، وبخاصة في ظل الصراع بين الدول العربية وإسرائيل. وتأثرت الأسعار أيضًا بالبيانات الصادرة عن الصين والتي أظهرت ضعفًا في الاقتصاد الصيني. وتزايدت المخاوف الاقتصادية قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي سيعقد يوم الأربعاء. وقد دفع هذا تحذير المستثمرين وجعلهم يتخذون موقفًا حذرًا، مما أثر على أسعار النفط وجعلها تنخفض.
وفي ظل هذه التطورات، واجهت أسعار النفط زيادة في الجلسة التالية، وهو ما يشير إلى عودة الثقة في الأسواق واستعادتها لمستوياتها السابقة. وتعتبر الصين واحدة من أكبر الأسواق المستهلكة للنفط في العالم، لذلك يعتبر أي تأثير سلبي على اقتصادها بمثابة تحذير للأسواق العالمية. ومن الجدير بالذكر أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة قد زادت من التوتر في المنطقة وأدت إلى مخاوف من اندلاع صراع أوسع النطاق.
بالإضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون بفارغ الصبر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث ينتظرون ما إذا كان سيتم التغيير في سياستهم النقدية. وقد أدت هذه التوقعات إلى حالة من الحذر وعدم اليقين في الأسواق، مما أثر على أسعار النفط. ومن المتوقع أن يكون لهذا الاجتماع تأثير قوي على الأسواق العالمية وعلى أسعار النفط على وجه الخصوص. وفي ضوء الهجمات الإسرائيلية ، قد تزداد المخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى مزيد من الاستقطاب في المنطقة وإلى تصعيد الصراعات.