بغداد – تعتزم طهران إرسال فرق إلى العراق لتفقّد تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية بشأن نزع سلاح المجموعات الكردية المسلحة المعارضة للنظام الإيراني والمتمركزة في إقليم كردستان العراق.
وتأتي هذه التطورات بينما تنظر طهران بعين الريبة للتدابير العراقية ولا تبدو واثقة من أن الحكومة العراقية ستنفذ ما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أبلغ الجانب الإيراني بأن بلاده أبعدت المجموعات الكردية المسلحة بعيدا عن الحدود.
وقال السفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق إن “فرقا مشتركة بين بغداد وطهران ستؤدي زيارة إلى إقليم كردستان العراقي لتقييم تنفيذ الاتفاق الأمني بنزع سلاح الجماعات والأحزاب الكردية المناهضة للنظام الإيراني”، وفق وكالة “شفق نيوز” الكردية العراقية.
وأضاف “نلمس إرادة جادة من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق لإخراج الجماعات المسلحة المناهضة لإيران من مقراتهم الحدودية”
ولم تهدأ التهديدات الإيرانية لكل من بغداد والجماعات الإيرانية الكردية في إقليم كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف اليوم الأربعاء إن “بغداد وطهران وأربيل أكدت التوصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب تدمير الجماعات الانفصالية الإرهابية في شمال العراق”
وأضاف أنه يأمل في أن تختفي ما أسماها “جماعة كوملة الإجرامية” بعد 30 عاما، تجسيدا للاتفاقية المبرمة بين السلطات العراقية ونظيرتها الإيرانية.
وتابع أن “المجموعات الكردية المسلحة سيتم إخراجها من هذه المنطقة”، لافتا إلى أنه “في حال لم يفِ العراق بوعده سنقوم بتدمير هؤلاء الإرهابيين بضرباتنا كما حصل من قبل”.
وقال إن “هذه الجماعات هيأت الظروف للاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الخريف الماضي إثر وفاة مهسا أميني”، مشيرا إلى أن “الأسلحة التي وصلت إلى المحتجين تم إدخالها من معبر كوملة”.
وبموجب الاتفاق المبرم بين إيران والعراق تلتزم بغداد بنزع سلاح جماعات المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق وإغلاق قواعدها ونقلها إلى مواقع أخرى قبل 19 أيلول/ستبمبر الجاري.
وأشارت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي إلى أن الحرس الثوري الإيراني أرسل معدات مدرعة إلى الحدود مع اقتراب نهاية المهلة في مؤشر على أن الجمهورية الإسلامية لن تتهاون في تنفيذ الاتفاق.
وعجّل هذا التحرّك بزيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى طهران الأربعاء لإنهاء التهديدات بالعنف ومنع أي عمل عسكري إيراني يستهدف إقليم كردستان.
وقال حسين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان من العاصمة طهران إن “الدستور العراقي يمنع مهاجمة دول الجوار انطلاقًا من الأراضي العراقية”، لافتا إلى أنّ “العلاقات الإيرانية العراقية متجذرة ويحكمها التاريخ والجغرافيا والثقافة والاقتصاد”.
وأعلنت اللجنة عن تنفيذ الاتفاق الأمني المبرم بين العراق وإيران الثلاثاء أنه “نتيجة لتعاون اللجنة وحكومتي بغداد وأربيل تم إخلاء مكاتب المجموعات المناهضة لإيران في العراق القريبة من حدود البلدين بشكل كامل وتم نزع سلاحها ونقلهم إلى أماكن بعيدة عن الحدود”.
وأشارت إلى أن أفراد المجموعات المذكورة سيتم اعتبارهم لاجئين وفق ضوابط مفوضية اللاجئين، لافتة إلى انتشار قوات الحدود العراقية بشكل دائم في المنطقة ورفع العلم العراقي فيها.
وأكدت “إخراج هذه المجموعات من الأنفاق والكهوف والملاجئ القريبة من الحدود وإرسالهم إلى أماكن بعيدة خطوة كبيرة، وهذا يتطلب ضمان أمنهم حتى يتم استكمال تنفيذ المراحل الأخرى من الاتفاق”
ودعت جميع الأطراف إلى الابتعاد عن التصريحات السلبية ودعم الجهود المشتركة لما فيه مصلحة البلدين، مشيرة إلى أن أمن الحدود مسؤولية مشتركة بين البلدين وأن أي خلاف يحصل مستقبلا تكون المرجعية فيه الاتفاق.
وشن الحرس الثوري في عديد المناسبات هجمات على قواعد المعارضة الكردية في كردستان العراق، مبررا ذلك بـ”استهداف الجماعات الإرهابية”.
ولطالما اتهمت إيران الأحزاب الكردية المتمركزة في الإقليم بتأجيج الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد العام الماضي إثر وفاة الشابة مهسا أميني في خريف العام الماضي خلال احتجازها لدى الشرطة بالعاصمة الإيرانية.