الناشط العراقي مقتدى الصدر دعا إلى إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد في فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وجاءت هذه الدعوة بعد مقتل العديد من النشطاء والمتظاهرين في العراق خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد الفساد وسوء الخدمات. وطالب الصدر الحكومة العراقية بأن تتولى مهام السفارة الأمريكية وأن تستخدم المبنى كمركز للتدريب والعلاج للأسر المتضررة من الاعمال العنيفة. كما أشار إلى أن الاعتداء على المتظاهرين ودماءهم لن تمر مرور الكرام على الرغم من الأخطاء التي وقعت بسبب بعض المتظاهرين المتطرفين، مؤكدًا على أن المطالب الشعبية العادلة لن تختفي وأن النظام السياسي الحالي يجب أن يتغير.
وأثارت هذه الدعوة تفاعلًا كبيرًا في العراق وخارجه، حيث يعتبر الكثيرون أن إغلاق السفارة الأمريكية ستكون خطوة قوية للعراق للتصدي للفساد واستعادة السيادة الوطنية. ومن ناحية أخرى، يرى آخرون أن السفارة الأمريكية تلعب دورًا مهمًا في دعم العراق في مكافحة الإرهاب وتعزيز استقراره، وأن إغلاق السفارة قد يتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد. وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة العراقية أنها ستواصل حماية السفارة الأمريكية وفقًا للاتفاقيات الدولية.
وتشهد العراق منذ أكتوبر الماضي احتجاجات واسعة النطاق تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد. وقد تفاقمت الأوضاع خلال الأسابيع الماضية مع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والقوات الأمنية، مما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات. وتعرضت السفارة الأمريكية في بغداد لهجوم في ديسمبر 2019، حيث داهمتها مجموعة من المتظاهرين الغاضبين بسبب قصف الولايات المتحدة لقوات الحشد الشعبي في العراق.