“خلفيات القرار”
أثار قرار العراق بعدم التصويت لصالح الهدنة في قطاع غزة في الأمم المتحدة الكثير من الجدل والتساؤلات. فقد أعربت الحكومة والشعب العراقي عن دعمهم الرسمي للقضية الفلسطينية ورفضهم للكيان الإسرائيلي، إلا أن ما قام به مندوب العراق ضرب كل تلك المواقف وأثار غضباً عارماً. وكشف مصدر في وزارة الخارجية عن الخطأ الفادح الذي ارتكبه المندوب العراقي في الأمم المتحدة بعد أن امتنع عن التصويت لصالح الهدنة في غزة بسبب خطأ في زر التصويت، حيث ضغط على “نعم” ولكن النتيجة جاءت “لا”. وأثار هذا الخطأ غضباً كبيراً في الأوساط الشعبية والسياسية بسبب أهمية القرار وتأثيره على القضية الفلسطينية.
“قرار غير مدروس”
تلاقي قرار العراق بعدم التصويت لصالح الهدنة في قطاع غزة انتقادات حادة، حيث اعتبره البعض قراراً غير مدروس. وقد طالب المحلل السياسي سعد الزبيدي الحكومة العراقية بتوضيح رسمي للكشف عن خلفيات هذا القرار، كما دعا إلى محاسبة ممثل العراق لدى الأمم المتحدة. وأشار إلى أن وزارة الخارجية العراقية عملت وفق القومية الكردية بعد تسلمها الأكراد للحقائب الوزارية، وأضاف أن قرار عدم التصويت لصالح الهدنة في غزة كان غير مدروس. وتطالب الجميع بضرورة توضيح الحكومة لهذا القرار وتحميل المسؤولية لمن يستحق.
مسؤولية القرار
تحمل رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين مسؤولية قرار عدم التصويت لصالح الهدنة في قطاع غزة، حيث أكد الأخير أنه لم يتواصل مع المندوب العراقي وأن السوداني هو من اتصل به وأخذ المندوب بتصريحاته. وقد طالب المحلل السياسي الحكومة بتوضيح رسمي من المتحدث باسمها إذا كان شياع السوداني هو من اتخذ هذا القرار، وأشار إلى أن حكومة العراق مسؤولة عن ملف العلاقات الخارجية ويجب أن تتحمل المسؤولية في حالة اتخاذ قرار من هذا النوع. واعتبر عدم تصويت العراق لصالح الهدنة في غزة أمراً غير مقبول، حيث يمنح ذلك الكيان الإسرائيلي حقوقاً لا محدودة لمواصلة عدوانه على قطاع غزة.