تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاومة غير مسبوقة في قطاع غزة مع بدء مرحلة ثانية في حربها البرية، حيث فشلت في التقدم في منطقتي حي الزيتون وجباليا بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها. وبالرغم من استمرار القصف الإسرائيلي وحصاره على المستشفيات، تمكنت المقاتلين الفلسطينيين من صد محاولة الجيش الإسرائيلي للتقدم في تلك المناطق وأجبروه على التراجع في محور الصبرة ومحور الثلاثيني.
وتُعدّ مهمة اقتحام حي الزيتون وجباليا هي الأصعب بالنسبة للجيش الإسرائيلي، حيث أقر بوقوع معارك ضارية مع “كتيبة الزيتون” التابعة لـ “كتائب القسام”. وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في الشمال والجنوب، وأعلن عن وقوع 3 قتلى في صفوف قواته ما رفع عدد القتلى من الجنود والضباط إلى 67 منذ بدء التوغل البري. وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها، أكد وزير في مجلس الحرب، بيني غانتس، أن المعركة في القطاع تتوسع وتزداد عمقاً وستستمر.
في الوقت نفسه، قصفت “كتائب القسام” مناطق واسعة في إسرائيل في ضربة مفاجئة رداً على “المجازر بحق المدنيين”، ودوّت صفارات الإنذار في منطقة امتدت من أسدود جنوباً إلى هرتسليا شمالاً وسقطت شظايا في تل أبيب وحولون. بينما واصل الطيران الإسرائيلي قصف مناطق واسعة في قطاع غزة، محدِثاً دماراً كبيراً ومزيداً من الضحايا. وأعلنت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن “عدد إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي”، مبيناً أن عدد الشهداء والجرحى بلغ أرقاماً كبيرة جداً، وأن العديد من الوحدات السكنية والمؤسسات الحكومية تعرضت للدمار.
يتوقع أن تستمر المعركة في القطاع مع وجود مفاوضات متقدمة بشأن صفقة تبادل تشمل أطفالاً ونساءً، ورغم أن الرئيس جو بايدن أعلن عن وجود اتفاق من المحتمل إبرامه، إلا أنه لم يتم بعد التوافق على صفقة نهائية.