العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في العراق تتميز بالرغبة المستمرة في حل المشاكل العالقة والتي تتسبب في أزمات مؤقتة. وقد شهدت السنوات الماضية تلك الأزمات التي تم حلها بحكمة من القادة الكبار، ومنهم الرئيس مسعود البرزاني. وتجلى ذلك في مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية والتي شهدت تداخل في المواقف وتصريحات متشنجة، ولكن الرئيس البرزاني نجح في التوصل إلى اتفاق مثمر يحقق تفاهمات نهائية ويعمل بطريقة متوازنة ويحقق إنفتاحاً خارجياً وعملاً داخلياً. وتابعت الحكومة الحالية بمهام خدمية في بغداد والمحافظات الأخرى، وشهدت تقدماً في مشاريع كبيرة.
وعلى الرغم من طبيعة الخلافات بين بغداد وأربيل، إلا أن الحكومة الاتحادية تحقق تقارباً مميزاً مع حكومة السيد مسرور البرزاني. ومع ذلك، تأتي المشاكل من جهات تبحث عن دعاية سياسية واعلامية وتزييف الحقائق ومحاولة الضغط على المؤسسات المعنية في الحكومة الاتحادية لمنعها من تلبية المطالب التي تترتب على الاتفاقات السياسية السابقة لتشكيل الحكومة. وبالتالي، فإن القضايا الخلافية لا تحدث جديداً في الوضع الراهن، ومن الأهمية البحث في سبل الحل بدلاً من الاعتياش على الأزمات. وينبغي أن يتم استمرار إطلاق الأموال الخاصة برواتب موظفي الإقليم وتفعيل الإجراءات التي تسهل عمل المؤسسات الحكومية. ومن المهم أيضاً حل الخلافات السابقة والمتعلقة بالمناطق المتنازع عليها وقانون النفط والغاز، ومواجهة الفساد.
وفي ظل التداعيات العالمية المتعاقبة والحروب وغيرها من الأزمات، يحتاج العراق إلى التنسيق المستمر بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم للوصول إلى حلول مستدامة وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني. وتجارب التعاون السابقة بين بغداد وأربيل تشكل عناوين لمرحلة جديدة من التعاون المستقبلي الذي سيكون في مصلحة الجميع.