يتميز “فؤاد سالم هاشم” بشغفه واهتمامه الكبير بمهنته في إصلاح أجهزة الراديو العتيقة، حيث يعكف على هذا العمل منذ خمسين عامًا داخل محله الواقع في منطقة خان المدلل في بغداد. يشكل هاشم نموذجًا يعبر عن التفاني والحب للعمل، حيث يصمم ببساطة أجهزة الراديو ويعيد لها الحياة من جديد، مما يجعلها تستمر في إطلاق صوت الزمن الجميل وترسخه في الذاكرة. ومن خلال تفانيه في هذا العمل، يحافظ هاشم على ثقافة الحرف اليدوية التقليدية والتي ترتبط بالتراث والذاكرة التاريخية للعراق.
على الرغم من تقدم التكنولوجيا وتطور الأجهزة الإلكترونية في العصر الحديث، إلا أن “فؤاد سالم هاشم” يعتبر أن محافظة على تاريخ الأجهزة العتيقة والحفاظ عليها يعكس اهتماماً بالموروث التاريخي والثقافي للبلاد. تحفظ أجهزة الراديو القديمة ذكريات الأجيال السابقة وتحمل في طياتها قصصًا وذكريات عن الأوقات التي عاشها الناس واستمعوا خلالها إلى البث الإذاعي الذي كان يمثل وسيلة مهمة للتواصل والترفيه.
تمثل محلات إصلاح الأجهزة العتيقة مثل محل “فؤاد سالم هاشم” نافذة على العالم القديم وتعكس جزءاً من تاريخ وثقافة المجتمع. يتجلى تفاني هاشم في المحافظة على هذه الثقافة عبر إصلاح الأجهزة العتيقة وإعادتها للحياة، مما يعكس الاستمرارية والتواصل بين الأجيال المختلفة والتقدير لجهود السابقين في المحافظة على تاريخهم وثقافتهم.