“شارع الرشيد” في بغداد هو مكان يتجلى فيه ذكرى البلد الفنية والثقافية، حيث كان يحتوي على عدة صالات سينما ومسارح وملاهي واستضاف فرقا فنية مشهورة. كما كان موطنا لشركة جقماقجي لتسجيل الأسطوانات الموسيقية التي سجلت لعدة مطربين عرب وغنت فيها أم كلثوم أيضًا. بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، تعرض الشارع للتخريب وشركة جقماقجي تحولت إلى محلات لبيع الملابس.
أم كلثوم لاتزال صوتها يصدح في شارع الرشيد، وهي المطربة التي غنت فيها أول مرة عام 1932 وأصبحت أحد رموز الغناء العربي. مقهى “ملتقى الأسطورة” يحافظ على ذكرياتها ويستقطب مختلف الشرائح والفئات من المجتمع العراقي. المقهى تحول إلى ملكية الحاج تحسين المياحي منذ عام 1989، وهو يحافظ على تراثها بقدر الإمكان ويستخدم الكمبيوتر في تشغيل الأغاني.
مقهى آخر بإسم “كوكب الشرق” يحتفظ بصور أم كلثوم ونجوم الغناء العربي الأخرى. تصرح الأغاني المحفوظة بانها لحظة جارفة في الجمال، حيث يكاد صوت أم كلثوم يطغى على الحياة العصرية ويجذب عشاقها للاحتماء بها.