وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مذكرة تفاهم رباعية في بغداد لمشروع “طريق التنمية الاستراتيجي” بمشاركة الإمارات وقطر، وهذا المشروع يهدف إلى ربط سككي وبري بين تركيا وأوروبا والخليج العربي، لنقل البضائع بين الخليج وأوروبا عبر العراق، ويبلغ تكلفته 17 مليار دولار ومن المتوقع أن يكتمل بين عامي 2024 و2028. ويتضمن المشروع سكة حديدية تمتد من ميناء الفاو في العراق إلى منفذ فيشخابور في الشمال المتاخم للحدود التركية، بطول 1175 كيلومترًا، بالإضافة إلى طريق بري بطول 1190 كيلومترًا، ومن الجانب التركي يربط المشروع بين مدينة شانلي أورفا ومنفذ أوفاكوي في نينوى، بطول طريق يصل إلى 1912 كيلومترًا.
زيارة الرئيس الأردوغان للعراق تأتي في سياق الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين بغداد وأنقرة، حيث تم مناقشة قضايا مثل ملف المياه والاقتصاد، كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في ظل تحديات المنطقة. وأشار الرئيس العراقي إلى ضرورة حصول العراق على حصته العادلة من المياه والعمل على استكمال مشاريع البنية التحتية، بينما أعرب الرئيس التركي عن دعم بلاده للعراق في تنمية وتعزيز العلاقات التجارية. ومن الجدير بالذكر أن العراق يعاني من أزمة مياه خانقة نتيجة التدفقات المائية المنخفضة في أنهار دجلة والفرات.
وفي هذا السياق، تعد مشروع “طريق التنمية الاستراتيجي” مهمًا لدول المنطقة ويعتبر قاعدة لتعزيز التجارة والاقتصاد بين تركيا والعراق والخليج العربي وأوروبا. ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع إنجازًا اقتصاديًا كبيرًا يعزز التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة ويسهم في تحسين الحياة الاقتصادية للشعوب في المنطقة. ويأتي دعم تركيا للمشروع كجزء من سعيها لتعزيز دورها التجاري في المنطقة وتعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي والعراق، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لتحقيق التنمية والازدهار في الشرق الأوسط.