تعيش محافظة كركوك في العراق في ظاهرة غريبة تتمثل في انتشار عبارة “مطلوب دم” على جدران بعض المنازل والمباني في المدينة. رغم أن وزارة الداخلية العراقية قد تجرمت هذه التهديدات قبل ست سنوات، إلا أن هذا لم يمنع العديد من العشائر والمتسترين من مواصلة تلك الممارسات بشكل متزايد. وقد تم تصنيف هذه الكتابات كأشكال من أشكال الإرهاب، مما يعرض مرتكبيها للمحاكمة أمام القضاء المختص بمكافحة الإرهاب.
وقد انتشرت ظاهرة “مطلوب دم” بشكل كبير في المدن العراقية، وترتبط بوضع القانون وقوة العشائر وتطبيقه للقوانين. وأدت تلك الظاهرة إلى استفحال النزاعات العشائرية وإشكالات أخرى في المجتمع، مما أدى إلى تصعيد الأزمة المدنية والاجتماعية في البلاد. وعلى الرغم من محاولات القوات الأمنية والقضائية للحد من هذه الظاهرة، إلا أن بعض الحالات لا تزال تظهر في مدن الجنوب العراقي.
وفي هذا السياق، أكد عدد من الناشطين والشيوخ والخبراء القانونيين على أهمية تدخل القضاء والاجهزة الأمنية لوقف هذه الظاهرة الغريبة التي تجاوزت حدود القانون والأعراف العشائرية. وأشاروا إلى أن ذلك النوع من التهديدات لا يمكن تبريره أو تغطيته بأي شكل، وأنه يجب التصدي له بشكل حازم لحماية المدنيين وفرض سيادة القانون في المنطقة. وقد أكدوا على أهمية استخدام قوانين مكافحة الإرهاب لمحاسبة المتورطين في هذه الأعمال الإجرامية.