شهدت مناطق شمال غربي سوريا تصعيداً في الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية الممنهجة من قبل النظام السوري وروسيا، ما أسفر عن مقتل 46 مدنياً، من بينهم 9 نساء و13 طفلاً، وإصابة 213 مدنياً. وقد استهدفت الهجمات الممنهجة السكان المدنيين والأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك 10 مدارس ومرافق تعليمية، و 5 مساجد، و5 مرافق طبية منها مستشفيان، و 3 مخيمات للمهجرين ومتضرري الزلزال، و 4 أسواق. استخدم النظام السوري الذخائر العنقودية والذخائر الحارقة في هجماته، وتسببت هذه الهجمات في نزوح حوالى 200 ألف شخص.
تحذر الإعتداءات المتزايدة في إدلب من تفاقم الوضع الإنساني، حيث يواجه النازحون صعوبة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. ويتوقع أن يتزايد عدد النازحين مع بداية فصل الشتاء، مما سيعزز المعاناة الإنسانية في القضية. تلك الهجمات جاءت كانتقام من النظام السوري على الهجوم الذي استهدف الكلية الحربية في حمص، حيث اتهم النظام السوري الفصائل المعارضة بالوقوف خلفه رغم عدم قدرتها على شن هجمات جوية كبيرة. في المقابل، قامت فصائل المعارضة بشن هجمات على المقرات العسكرية التابعة للنظام في بعض البلدات والمدن.
يدعو هذا التصعيد الذي يشهده إدلب إلى وقف القتال وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري. لا يمكن تحمل مزيد من العنف والدمار، ويجب أن يعمل المجتمع الدولي على وقف الحرب وضمان توفير المساعدات الإنسانية للنازحين والمتضررين. الحل الوحيد للأزمة في سوريا يكمن في التوصل إلى حل سياسي يضمن السلام والاستقرار للبلاد ويحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والعدالة. يجب أن يدعم المجتمع الدولي جهود الوساطة والمفاوضات لتحقيق ذلك ويزيد من الضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة الحوار وإيجاد حل سياسي للأزمة.