وبدأت حالة الطفل مُراد حينما اكتُشِفَت إصابته بسرطان الدم منذ أكثر من خمس سنوات وخضع حينذاك للعلاج وشفي منه لكن سرطان الدم عاد إليه منذ نحو ستة أشهر فخضع للعلاج الكيميائي وفقا للعلاجات المعروفة المحدَّدة لحالته إلا أنه لم يستجب للعلاج ولهذا أصبح العلاج الخلوي CAR-T هو الخيار الوحيد الممكن له.
وشمل الإجراء في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية تصنيع المنتج الخلوي CAR-T الذي يعتمد على استخدام الخلايا المناعية من الطفل حيث قام الأطباء بسحب الدم منه وفقاً لبروتوكول خاص لاستخراج الخلايا المناعية ومن ثمَّ قاموا بتعديلها وراثياً والسماح لتكاثرها في بيئة مغلقة في مختبر مركز أبوظبي للخلايا الجذعية المجهَّز وفق المعايير الصارمة لهذا النوع من العلاجات وهو أحد المختبرات القليلة جداً في منطقة الشرق الأوسط المجهَّز بهذه الإمكانات ما أدّى لاكتساب الخلايا القدرة على محاربة الخلايا السرطانية لدى المريض نفسه ثمَّ أعاد الأطباء حقنَ هذه الخلايا في وريد الطفل.
واستغرق العلاج خمسة أسابيع في المستشفى التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية وهو مركز التميُّز المعتمَد في زراعة الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم في أبوظبي.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية الدكتور يندري فينتورا، قوله: “يمثِّل نجاحنا في إجراء أوَّل علاج بالخلايا المناعية CAR-T هنا في أبوظبي قفزةً كبيرةً تعكس مدى التزامنا بإحداث تأثير إيجابي عميق على المستوى الإقليمي لقطاع الرعاية الصحية”.
وأضاف: “نهدف إلى إحداث ثورة في مجال علاج السرطان عبر تطوير إمكانات العلاج بالخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً لاستهداف الأورام بدقة لدى الأفراد المصابين بأنواع محدَّدة من سرطانات الدم”.
من جانبها، قالت وكيل دائرة الصحة أبوظبي الدكتورة نورة خميس الغيثي: “في ظل دعم وتوجيهات القيادة تواصل أبوظبي ترسيخ مكانتها على خريطة الرعاية الصحية العالمية. تستند أبوظبي اليوم إلى ركائز عدة تجعلها وجهةً للرعاية الطبية أهمها الدعم والتوجيه الحكومي الطموح وبنيتها التحتية المتطوِّرة ومنشآتها الصحية وكفاءاتها المتميزة”.
وأعرب ماجد والد الطفل مراد عن سعادته الغامرة بنجاح علاج ابنه والذي يعدُّ الأوَّل من نوعه في الدولة.