هاجمت إسرائيل مدنها بصواريخ قادمة من قطاع غزة، وأعلنت العديد من الدول الكبرى دعمها لإسرائيل في هذه الأزمة. ومع ذلك، عندما طلبت إسرائيل وقف العنف والتهدئة، لم تظهر الدول نفس الحياد. إسرائيل تستخدم العنف ضد الفلسطينيين دون أن تعترف بأنه جزء من علاقتها بهم. تواصل إسرائيل الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، معاملة الفلسطينيين على أنهم شعب مستضعف، وعدم تلقي الاعتراف بهم كأشخاص سياسيين. رفض الدول الغربية تصنيفهم كضحايا، واعتبارهم إرهابيين.
الفلسطينيون ليس لديهم الكثير من الخيارات المتاحة. إسرائيل مغلقة أمام أي تواصل يمكن أن يحدث بينها وبين الفلسطينيين. الفلسطينيون ليس لديهم حق قانوني في التعامل مع إسرائيل، ولا يمكنهم الوثوق في القانون لحماية حقوقهم. الشباب الفلسطيني ليس لديهم خيار آخر سوى التضحية بأنفسهم. العنف الفلسطيني ليس نتيجة للمزاج العدمي، بل هو نتيجة لعجز القانون عن حمايتهم.
إذا كانت إسرائيل جادة بالفعل في الاتفاقات السابقة، لكانت الأمور تسير بشكل جيد لحياة الفلسطينيين ولرئيسهم السابق ياسر عرفات. لكن إسرائيل رفضت تحقيق السلام واعترفت بفلسطين كجزء منها. الفلسطينيون اضطروا لاختراع حركة حماس واقتطاع غزة بسبب سياسة إسرائيل المستمرة في رفض حقهم في وجود دولة فلسطينية مستقلة. إسرائيل لم تحترم القوانين الدولية ولم تلتزم بالاتفاقات المبرمة مع الفلسطينيين.
ليس المجتمع الدولي مرعوبًا من إسرائيل، بل هو غاضب منها بسبب الخسائر التي تكبدها في هذه الأزمة. فكرة أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من تطوير قدراتهم الهجومية لم يعد صحيحًا. يجب أن يدخل الوجود الفلسطيني في حسابات الجميع. يجب أن يعتبر العنف الذي تعرضت له إسرائيل على يديهم بمثابة حافز لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية.